في الوقت الذي يحقق فيه المسرح المغربي حضوره المتميز على الصعيدين الوطني والعربي، تستمر معاناة الفرق المسرحية، إثر تراجع الاهتمام بقطاعي الثقافة والاتصال منذ تشكيل الحكومة الحالية، وتنصل وزارة الثقافة والشباب والرياضة من مسؤولياتها في حل عدد من الملفات العالقة المتعلقة بالمسرح المغربي، ونهجها لسياسة الآذان الصماء، على الرغم من مراسلات المهنيين. الاحتقان الذي يعيشه "أبو الفنون" منذ تعيين الوزير الحسن عبيابة على رأس لقطاع خلفا لمحمد الأعرج، يقول عنه أمين ناسور، المخرج المسرحي ونائب رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "نعيش اليوم احتقانا حقيقيا، في ظل غياب أي قناة للتواصل مع الوزير لقطاع يعتبر اليوم واجهة للمغرب الثقافي"، مبرزا أنّ "الوضع ينذر بانفجار ثقافي وفنّي وشيك". وعلى خلفية ذلك، يورد ناسور في حديثه لهسبريس: "هناك أشخاص ينقلون معلومات خاطئة إلى الوزير عن الميدان، ويهدفون إلى تصفية حسابات مع المسرحيين". وأضاف متسائلا: "كيف يعقل أن يتم التواصل مع الوزير عبر مديرة مركزية لا تعرف القطاع وحديثة العهد بالإدارة، ومعروفة أنّها لا تستسيغ المسرحيين خصوصا خريجو المعهد العالي للتكوين المسرحي والتنشيط الثقافي". كما يوضح المتحدث ذاته أن "هناك احتقانا لدى موظفي قطاع الثقافة، أمام غياب إستراتيجية واضحة، وغياب قنوات للتواصل مع شركاء القطاع من النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية والفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة". ومن بين الملفات العالقة التي تعتبر آنية على ذمة الوزير عبيابة، يعلق المخرج المسرحي ونائب رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "مشكل تأخر دفوعات الموسم المسرحي، والتي تتطلب تدخلا شخصيا للوزير لدى وزارة المالية، والدعم المسرحي للموسم المقبل، ومراجعة دفتر التحملات الذي تشوبه العديد من العيوب والنواقص". ويبرز ناسور أنّ "الوزارة تتعامل بمنطق لامبالاة مع تمثيلية المغرب في المهرجانات العربية الكبرى، والتوزيع غير العادل للعروض والجولات عبر جهات المملكة"، داعيا الوزير إلى فتح قنوات حقيقية للتواصل عبر مخاطب مباشر في الديوان لحل الملفات العالقة والتحاور في مستقبل المسرح المغربي. وكانت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة قد راسلت الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة، تشتكي من تنصل الوزارة من مسؤوليتها في دعم الصوت الفني المغربي المسرحي بالخصوص. وقالت الفدرالية إنه "في الوقت الذي يحقق فيه المسرح المغربي حضوره المتميز على الصعيدين الوطني والعربي، تستمر معاناة الفرق المسرحية التي تشارك في المهرجانات العربية؛ لأنها لا تجد دائما تدبيرا سلسا يساعدها على تغطية نفقات تنقلاتها، علما أن أغلب الدول العربية تدعم هذا الحضور لمبدعيها". وطالبت الفيدرالية سلفة الذكر وزير الثقافة والشباب والرياضة ب"تسريع كل السبل لدعم الفرق التي ستمثل المغرب بمهرجان قرطاج بتونس، والتي بالمناسبة تربطها اتفاقات واضحة في مجال التبادل الثقافي والفني". من جهتها، استنكرت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية ما وصفته ب"استهتار وزارة الثقافة بالمسرح والمسرحيين"، داعية إلى "إعادة هيكلة الإنتاجات الدرامية السمعية البصرية لربح رهان التنافسية وفق متغيرات المرحلة". وسجلت النقابة، التي كانت تسمى سابقا النقابة المغربية لمحترفي المسرح، أنّ "السلطات الحكومية الوصية على قطاع الثقافة والفنون والاتصال تواصل استهانتها بالمسرح والمسرحيين، سواء تعلق الأمر بسياسة الدعم التي استنفدت كل شروطها وأصبحت في حاجة إلى صياغة تصور جديد ومهيكل وناجع لبرنامج الدعم العمومي في المسرح، توطينا وإنتاجا وترويجا".