يصدر للروائي بوجمعة حدوش، قريبا، نصّ أدبي جديد موسوم بعنوان "كسوف عقل"، عن دار القرويين للنشر والتوزيع بمدينة القنيطرة؛ وهو ثاني عمل للكاتب المغربي بعد "سباق مع الزمن" الصادرة قبل أشهر قليلة من الآن. وتدور أحداث "كسوف عقل" حول قصة إلحاد شخص وعدم اقتناعه بالإيمان نتيجة لقساوة تعامل الأب معه، ثم اتفاق عائلته مع أصدقائه حول خطة يستطيعون بها إرجاعه إلى الدين الإسلامي؛ وهو المبتغى الذي تحقق بعد عناء طويل من المناظرات، وتعرضهم لصدمات فشل الخطط. ووظف بوجمعة حدوش في هذا النص السردي الطويل، الذي تتراكب فيه الأحداث وتتنامى بتعدد الأزمنة وتنوع الأمكنة وتوظيف الشخصيات، لغة بسيطة واعتمد سلاسة في التعبير ووضوحا وتسلسلا في حكي الأحداث، مانحا السارد مجالا رحبا يعكس فيه نظرته للحياة وفلسفته وواقعيته، عن طريق السرد والوصف والحوار. واستطاع الكاتب أن يطير في عالم الروايات العالمية، ويسبح في بحار أفكارها، ويغوص في أعماق معانيها، سواء من حيث البناء أو من حيث الدلالة، مقدما عالما من الأفكار بخصوص الإسلام والمسلمين، عبر مجموعة من المناظرات التي وردت في الرواية بين يوسف وصامد بطلا العمل الإبداعي. وقدم مؤلف "كسوف عقل" جملة من المعاني والدلالات بخصوص الإلحاد والإيمان، وقد يقتنع المتشكك في وجود الله بوجوده، فهي رسائل موجهة لا إلى قارئ الراوية فقط، وإنما إلى المؤمنين والملحدين عبر العالم، ويمكن القول أن رواية "كسوف عقل" لا يجب أن تقف عند حدود اللغة العربية وحسب، وإنما يجب أن تُتَرجم إلى لغاتٍ أخرى، فإن فيها أفكارا ونظريات يحتاجها كل مؤمن وملحد.