صعَّدَ عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، الذي غَابَ شُهوراً عن المشْهدِ السّياسي، من لهْجته حينما هاجمَ تشكيلة اللّجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، والتي عيّن أعضاءها ال35 الملك محمد السادس، مبرزاً أمام أعضاء حزبهِ أنّ "اللجنة الملكية تضمُّ أشخاصاً مُتخصِّصينَ في التشكيك في الدين الإسلامي". وبدا بنكيران، وهو يتحدّث أمام أعضاء حزبهِ في تجمّع جماهيري، متأثّراً وهو ينتقدُ تغييبَ الإسلاميين عن اللّجنة الملكية الخاصّة بالنموذج التنموي؛ قبل أن يدعو إلى "الدّفاع عن مبادئ الإسلام حتى ولو اقتضى الأمر خروج "البيجيدي" من الحكومة والاصطفاف في المعارضة". هذه المواقف الجديدة للأمين العام السّابق لحزب العدالة والتنمية اعتبر محلّلون أنّها "تُعطي زخماً جديداً لخطاب عبد الإله بنكيران، الذي كان قدْ توارى عن الأنظار، وهو الآن يظهر للدّفاع عن تيّار داخل المجتمع، حتى ولو تعلّق الأمر بمخاطبة رئيس الدّولة واللجنة التي عيّنها لصياغة النموذج التنموي الجديد". وأورد بنكيران وهو يتحدّث عن "لجنة بنموسى": "ماشي معنى ذلك أننا غنستسلمو أو نمشيو لديورنا، خصنا نبقاو في الساحة، ولا اقتضى الأمر نمشيو للمعارضة ونأديو الثمن بحال اللي كيأدوه الناس اللي كيدافعو على المبادئ والقيم فنحن مستعدون". وفي هذا الصّدد، يرى المحلّل والحقوقي خالد البكاري أنّ "بنكيران يعي أنّ الملك يتحرك بقبعتين: قبعة رئيس الدولة الذي يجب أن يمارس اختصاصاته الحصرية المنصوص عليها دستوريا، وقبعة أمير المؤمنين التي تتباين التأويلات بشأنها، تأويل ينحو نحو اعتبارها ذات حمولة رمزية فقط، وتأويل ينظر لها باعتبارها سلطة فوق دستورية". ويشير البكاري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنّ "منطق بنكيران يعتبر إمارة المؤمنين تجسيداً للإمامة العظمى، وانطلاقا من هذا التمييز الذي يقيمه بين الملك باعتباره رئيس الدولة والملك باعتباره أمير المؤمنين كان دائما يعتبر أن هناك قوى من داخل النظام ومن خارجه تحاول تهميش المؤسسات والقوى المحسوبة على حقل إمارة المؤمنين". "لذلك، وبالتمعن في لائحة لجنة النموذج التنموي، يلاحظ غياب ممثل عن مؤسسة المجلس العلمي الأعلى التي تعبر عن إمارة المؤمنين، والتي كانت ممثلة في كل اللجان التي شكلها الملك سابقا"، يورد البكاري، قبل أن يضيفَ أنّ "المستهجن في خطاب بنكيران هو حديثه عن وجود أشخاص يعادون الدين في اللجنة". وحين نبحثُ في البروفايلات لا نجد أشخاصًا مهتمّين بالبحث في المجال الديني، إلا إذا اسْتثنينا رشيد بن الزين، ومحمد الطوزي. ولا يعتقد البكاري أن بنكيران يقصد الطوزي، فقد اشتغلا في لجان سابقة سوية؛ وزاد: "أمّا رشيد بن الزين، المحسوب على ما يسمى إسلام الأنوار، فهو صديق للملك، وبالتالي قد يكون بنكيران مازال وفيا لسرديته، التي تذهب إلى أن هناك أشخاصا مقربين من الملك ينتمون إلى ما يسميه الإسلاميون التيار الاستئصالي".