بعد احتجاج الرباط على شريط فيديو بثته قناة تركية رسمية للناشطة الانفصالية أمينتو حيدر تطالب فيه بانفصال المغرب عن الصحراء، قدم مولود تشاوش أوغلو، وزير الخارجية التركي، توضيحاً حول موقف بلاده من نزاع الصحراء. وأوضح وزير الخارجية التركي، عقب لقاء ثنائي مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، مساء اليوم الخميس، أن الاجتماع كان مناسبة لتوضيح "سوء الفهم بسبب الفيديو الذي نشرته قناة تركية؛ لكننا صححنا هذا الأمر". وأضاف أوغلو، في تصريح صحافي، أن موقف تركيا واضح من نزاع الصحراء ويدعم وحدة الأراضي المغربية، مؤكدا أن بلاده لا تدعم أي جماعة انفصالية أو أي أجندة. وكان نشطاء مغاربة هاجموا تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب موقفها المفاجئ من قضية الصحراء المغربية، واعتبروا نشر قناة تركية رسمية لشريط فيديو مليء بالمغالطات ومن وجهة نظر واحدة بمثابة محاولة استفزاز المغرب بعد تلويح الرباط بإلغاء اتفاقية التبادل الحر مع أنقرة بسبب الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني. وكان المغرب عبّر عن غضبه من تفاقم عجز الميزان التجاري لصالح تركيا والانعكاسات السلبية لاتفاق التبادل الحر على المقاولات المغربية، داعيا إلى ضرورة إعادة التوازن لهذا الوضع حتى لا يكون المغرب مضطرا لإعادة النظر في هذا الاتفاق. وزير الخارجية التركي أوضح أن وفدا حكوميا من بلاده سيحل، نهاية الشهر الجاري، بالمغرب من أجل استكمال المشاورات حول تجديد اتفاق التبادل الحر، وقال: "أنا متأكد أننا سنصل إلى اتفاق في هذا الموضوع". وأورد المسؤول ذاته أن "تركيا والمغرب لديهما نفس المواقف بخصوص عدد من القضايا الإقليمية"، مشيرا إلى أن "الطرفين يؤمنان بالحل السياسي وليس العسكري في سوريا وليبيا وغزة واليمن". ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قال إن الاجتماع الثنائي ناقش كيفية تطوير الشراكة بين المغرب وتركيا، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية بالمنطقة، سواء في شمال إفريقيا أو غرب إفريقيا أو في مناطق أخرى. وكان مولود تشاوش أوغلو، وزير الخارجية التركي، حلّ بالمغرب في إطار مشاركته في احتفالية تخليد المملكة المغربية للذكرى الخمسينية لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار: "المغرب.. تجديد وعمل"، اليوم الخميس بالرباط.