أشاد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل فرحان، اليوم الخميس، بمجهودات الملك محمد السادس في قيادة العمل الإسلامي المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وذلك خلال فعاليات الذكرى الخمسين لإنشاء هذه المنظمة الملتئمة بالرباط تحت شعار "المغرب.. تجديد وعمل". وزير الخارجية السعودي قال إن الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في احتفالية الذكرى الخمسينية لمنظمة التعاون الإسلامي تأتي في إطار استكمال دور المغرب الريادي منذ تأسيس المنظمة في مدينة الرباط سنة 1969. وأشار الأمير فيصل فرحان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي متفقون مع أهمية دعوة الملك محمد السادس إلى إصلاح المنظمة لتجديد وتقوية عملها. وفي كلمة المملكة العربية السعودية خلال الاحتفالية، أثنى الأمير فيصل فرحان على الجهود التي بذلها رائد الحوار الإسلامي الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود، والملك الراحل الحسن الثاني، والملك الراحل الحسين بن طلال. وتطرق المتحدث إلى الاجتماع التاريخي التأسيسي لمنظمة التعاون الإسلامي في المغرب، الذي حدد فيه ملوك السعودية والمغرب والأردن حينها الأهداف الشاملة "لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، خصوصا على مستوى الدفاع على مقدسات الدول الإسلامية، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه، ومناهضة التمييز العنصري وزحف الاستعمار في تلك الفترة بكافة أشكاله، بالإضافة إلى دعم السلم والأمن الدوليين". وأوضح وزير الخارجية السعودي أن اللبنات الأولى لتأسيس المنظمة جعلت منها "بيتا للعمل الإسلامي المشترك وصوتا موحدا للأمة الإسلامية"، مشيرا أيضا إلى "الدور المحوري للملك الراحل الحسن الثاني خلال رئاسته للجنة القدس، الذي يطلع به اليوم الملك محمد السادس في تواصل لمواقف المملكة المغربية الشقيقة التاريخية في التعريف بقضية القدس ومكانتها الرمزية في صفوف المسلمين". وجدد وزير الخارجية السعودي مواقف بلاده الثابتة ومسعاها الدائم "لتعزيز وتقوية عمل منظمة التعاون الإسلامي المشترك مع الدول الأعضاء والأمانة العامة، لتحقيق آمال وتطلعات شعبنا لما فيه الخير والاستقرار". وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قال إن احتفالية اليوم هي بمثابة تذكير بدور المغرب في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، موردا أن المغرب وقتها ساهم بشكل كبير في تنسيق المواقف بين الدول الإسلامية. وأضاف بوريطة، في تصريح لهسبريس، أن "تخليد المغرب للذكرى الخميس يأتي كذلك للتذكير بالدور الريادي للملك محمد السادس في عمل المنظمة، سواء من خلال لجنة القدس أو من خلال المشاركة النشيطة للمغرب في مختلف اجتماعات وأجهزة منظمة التعاون الإسلامي". وتابع بوريطة أن "الرسالة الملكية اليوم تُذكر بما تحقق لكنها أيضا تقف على التحديات، ولذلك اختارت المملكة أن يكون اللقاء فرصة للتفكير في الإجراءات التي يجب القيام بها للتغلب على الصعوبات التي تواجه العالم الإسلامي". وأورد بوريطة، في تصريحه، أن "أكبر عدد من العمليات الإرهابية التي ترتكب اليوم هي من المسلمين ضد المسلمين"، مستحضرا أيضا "ضعف التجارة البينية بين الدول الإسلامية، وضعف معدلات النمو في الدول الإسلامية". ودعا وزير الخارجية المغربي إلى "القيام بقفزة جديدة في منظمة التعاون الإسلامي في ظل التحديات الكبرى، بما في ذلك القضية الفلسطينية التي تعيش أصعب مراحلها". وجرى تخليد الذكرى الخمسينية بحضور وزراء، وممثلي ترويكا القمة الإسلامية (تركيا، السعودية، غامبيا) وترويكا الوزاري (بنغلاديش، الإمارات، النيجر)، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ونخبة من الشخصيات في العالم الإسلامي، إضافة إلى ممثلي عدد من الدول والمنظمات الإسلامية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب.