تسعى شركة "ألتن"، الرّائدة عالميا في مجال الهندسة والاستشارة التكنولوجية، إلى خلقِ منطقة صناعية بالمغرب قائمة بذاتها، من خلال الاستثمار في الكفاءات المغربية من مهندسين وتقنيين وخبراء في المعلوميات، في أفقِ مُسايرة التّطورات التي تعرفها مهن صناعات السيارات والطيران والمعلوميات. وفي هذا الصّدد، أكّد أمين زروق، مدير شركة "ألتن المغرب"، في دردشة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "ألتن" شركة عالمية تُشغل 40 ألف مهندس في العالم؛ ونوجد بالمغرب منذ سنة 2014، بحيثُ حقّقنا "قفزة نوعية في عدد المهندسين الذين يشتغلون في الشركة، وانتقلنا من 100 مهندس إلى 800 مهندس في المغرب في ظرفِ ثلاث سنوات". وأوضح زروق، الذي يديرُ فرع الشركة العالمية في مدينة فاس، أنّ ""ألتن" تمثّل أول شركة تستقر في فاس، وقد بدأنا الاستثمار في مجال المعلوميات خاصة مع زبناء فرنسيين، ثم نوعنا الأنشطة وطورنا مجال الاتصالات"، مضيفاً: "نحن نشتغل في مجال السيارات والهندسة مع الألمانيين وشركات عالمية وفرنسية، كما نعمل من أجل مواكبة المشاريع الكبرى المغربية". وعن اختيار مدينة فاس لإطلاق أول فرع للشركة العالمية في المغرب، قال زروق: "هدفنا هو الاستثمار في جهة فاسمكناس، لأنها تتوفر على كفاءات علمية؛ وهذا ما وجدناه في فاس، بحيث تمثّل قطبا جامعيا وعلميا مهما؛ وتتوفر على جامعات ومدارس للهندسة يلتحقُ بها سنوياً عدد من الطلبة المتفوقين". وأطلقت شركة "ألتن المغرب" مسابقة خاصة ب"الابتكار في صناعة السيارات المندمجة"، من أجل "بناء جسر مع الجامعات ومدارس الهندسة، قصد تشجيع البحث العلمي والبحث التطبيقي على وجه الخصوص". وأبرز زروق أن المجموعة، التي تعتبر فاعلا رئيسيا في تشغيل المهندسين والإدماج المهني للشباب بمعدل أزيد من 7 آلاف مهندس يتم توظيفهم كل سنة عبر العالم، ستساهم في تكوين وتطوير المهارات المغربية المدعوة اليوم لتنمية "أنظمة الذكاء الاصطناعي العملياتية والمعقدة" والتي تمثل قيمة مضافة قوية لزبناء "ألتن". وأبرز زروق، في تصريحات لجريدة هسبريس، أنّ "الشركة حاضرة في منطقة فاس-شور مع أكثر من 200 مهندس وفني في تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات. كما قررت الشركة بدء المرحلة الثانية من خطتها للتطوير". وأضاف: "تهدف مجموعتنا إلى إنشاء مركز للمهارات يضم 500 مهندس في فاس بحلول عام 2020، بهدف الوصول إلى 1000 موظف في المغرب". وحققت الشركة، التي تم إنشاؤها سنة 1988، والتي توجد في أزيد من 20 بلدا، رقم معاملات يصل إلى 1.975 مليار أورو سنة 2017، وتضم حوالي 30 ألف موظف عبر أنحاء العالم، 90 في المائة منهم مهندسون من المستوى العالي. وقد قامت المجموعة بوضع برنامجين في المغرب، هما برنامج "ألتن بوست” وبرنامج "ألتن آب كرايد"، بهدف إرساء تكوين يتوج بشهادة لمتعاوني المجموعة وإدماج الشباب حاملي الشهادات (بكالوريا + 5) الذين يرغبون في توجيه مسارهم المهني نحو مهن صناعات السيارات والطيران والمعلوميات.