قال لويس مورا، المتحدث باسم صندوق الأممالمتحدة للسكان و"يونيسيف" وهيئة الأممالمتحدة للمرأة، إن "زواج الأطفال مصدر قلق كبير لوكالاتنا الثلاث ومحور الأولوية لتدخلها". واعتبر المتحدث الأممي أن "حقوق الطفل عنصر أساسي في حقوق الإنسان، إنها موضوع عدة معاهدات دولية، أهمها اتفاقية حقوق الطفل التي تم الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لتأسيسها في 20 نونبر، والتي تحدد تعريف الطفل وتؤكد حقه في الصحة والتعليم والحماية من العنف والحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسيين. كل هذه الحقوق مهددة بزواج الأطفال". وأضاف مورا، اليوم الإثنين ضمن مداخلة له في الندوة المنظمة من قبل الوكالات الأممية الثلاث وسفارة بلجيكا بالرباط، أن "الإصلاحات القانونية والمؤسسية لتعزيز حقوق الطفل والمساواة بين الجنسين التي اعتمدها المغرب أدت إلى تحديد سن الزواج في سن 18 سنة، وتجريم فعل إجبار شخص آخر، وخاصة القاصر، على الزواج، ووضع سياسة متكاملة لحماية الطفولة". وتابع قائلا: "مع ذلك، فإن استثناء سن الزواج عند 18 عامًا الذي تم تقديمه في المادة 20 من قانون الأسرة، والذي يسمح للقاضي بالإذن بزواج الأطفال، حال دون توقف هذه الممارسة"، موردا أنه "في عام 2018، تم تقديم 33686 طلب زواج، تم قبول 85 بالمائة من هذه الطلبات، وفي عامي 2017 و2018 شكّل زواج الأطفال 9 بالمائة من إجمالي الزيجات". وأكد الفاعل الأممي أن إنهاء زواج الأطفال "هو أيضًا التزام في خطة عام 2030 بهدفها 5-2 الذي يروم القضاء على جميع الممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال أو الزواج المبكر أو الزواج القسري"، وقال إن "زواج الأطفال انتهاك خطير لحقوقهم ويعرض مستقبلهم للخطر. وعلى الرغم من أن هذه ظاهرة تؤثر أيضًا على الأولاد، إلا أن الفتيات يعانين بشكل خاص؛ فحوالي 21 بالمائة من الشابات في العالم متزوجات قبل بلوغهن سن 18، وتتزوج 12 مليون فتاة تقل أعمارهن عن 18 عامًا كل عام، وسوف تتزوج أكثر من 150 مليون فتاة قبل بلوغهن سن 18 في عام 2030". وبحسب الخبير الأممي ذاته، تجبر العديد من الفتيات المتزوجات قبل سن 18 عامًا على ترك المدرسة، ويحرمن من حقهن في التعليم، ويواجهن مخاطر عالية من العنف العائلي، موردا أن الطفلات ما يزلن غير ناضجات جسديًا، لذلك فإنهن أكثر عرضة للموت بسبب مضاعفات الحمل والولادة، كما أن أطفالهن أقل حظا للبقاء على قيد الحياة. من جانبه، تحدث مارك ترونتيسو، سفير بلجيكا بالمغرب، عن سلبيات زواج الأطفال والأضرار التي يخلفها على من يعيشون التجربة، خاصة أن "هؤلاء الأطفال لا تكون لهم القدرة على اتخاذ قرارتهم الشخصية بأنفسهم". وأوضح ترونتيسو، ضمن كلمة في الندوة ذاتها، أن "الزواج المبكر يكون له تأثير سلبي على النمو الطبيعي للطفل"، مفيدا بأن "حماية الطفولة عنصر أساسي في شراكة بلاده مع المغرب".