في خُطوة استفزازية تتحدى قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية عقد مؤتمرها ال15 نهاية الشهر المقبل في منطقة التفاريتي المشمولة بوقف إطلاق النار. وأكدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الجبهة أن "اللجنة الفرعية التقنية تعمل على كل التحضيرات اللوجستية، من إقامة وتوفير القاعات، بمنطقة التفاريتي من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الوطني المهم في تاريخ الشعب الصحراوي"، وفق تعبيرها. وتُشير كل التصريحات الصادرة عن قيادة الجبهة بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي كان بمثابة صفعة للتنظيم الانفصالي، وصولاً إلى إعلان عقد المؤتمر المقبل بمنطقة التفاريتي، إلى أن البوليساريو تدفع المنطقة نحو المزيد من الاستفزاز والتصعيد ضد المغرب بشكل غير مسبوق، خصوصا بعدما خسرت الملف على مستوى الدعم الدولي. المغرب سبق أن أكد، في أبريل الماضي، أنه يحتفظ بحقه في الدفاع عن تيفاريتي وبير لحلو والمحبس، التي عرفت السنة الماضية تحركات خطيرة من لدن جبهة البوليساريو. وأكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، في تصريحات سابقة، أن المغرب لن يقبل بالتحركات المشبوهة في المنطقة العازلة المشمولة بوقف إطلاق النار. الموساوي العجلاوي، الأستاذ بمركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، قال إن إعلان البوليساريو اتخاذ منطقة التفاريتي مقرا لمؤتمرها المقبل يعكس حجم المعاناة الحقيقية التي يمر منها هذا التنظيم الانفصالي، لاسيما على مستوى تشتت الدولة العميقة في الجزائر. ويُوضح العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرجل الذي سهر على صناعة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، وهو الجنرال البشير طرطاق، يُوجد اليوم في السجن، وبات جزءا من العصابة، ما يعكس حالة اليُتم التي تعيشها الجبهة". "المؤتمر الخامس عشر للجبهة يأتي في ظل هذه التحولات الكبيرة في الجزائر والانتكاسة الدبلوماسية للبوليساريو على مستوى قرارات مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة؛ ناهيك عن وجود اتجاه دولي اليوم نحو الحل السياسي الواقعي والمتوافق حوله، بمعنى أن خيار الاستقلال وتقرير المصير لم يعد مطروحا"، يورد الخبير في الشؤون الإفريقية والدولية. وأمام هذا الوضع، يُضيف العجلاوي، تعمد الجبهة إلى التهديد بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب وإشعال المناطق العازلة، "علما أن قرارات الأممالمتحدة تُحذر البوليساريو من أي مس بمنطقة شرق الجدار الأمني العازل". ويشير الباحث إلى أنه في حالة عدم تراجع الجبهة عن إقامة مؤتمرها بمنطقة التفاريتي فإن الوضع يمضي نحو المزيد من التصعيد، بالإضافة إلى أن "ضيوف البوليساريو المدعوين، خصوصا من الهيئات التي لها علاقات جيدة مع المغرب، من قبيل أحزاب موريتانية، من الصعب عليهم الحضور إلى منطقة متنازع عليها". ولا يعتقد المصدر ذاته أن البوليساريو يُمكنها أن تُغامر بعقد مؤتمرها في التفاريتي، موردا أن الخطوة هي "استفزازية وتهدف إلى جس نبض المغرب وتوجيه رسائل إلى سكان المخيمات مفادها أن الجبهة تتجه نحو سلوك خيار ثوري جديد في المحطة المقبلة".