بعد الانزعاج الذي عبرت عنه قيادات البوليساريو من التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بخصوص نزاع الصحراء، أرسلت الجبهة موفداً إلى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، سلمه رسالة من زعيمها إبراهيم غالي. وتأتي زيارة المجاملة إلى "بلاد شنقيط" بعد انزعاج قيادة الجبهة من تصريحات وزير خارجية موريتانيا، التي اكتفى فيها بتسمية "الصحراء" لأكثر من مرة دون ذكر "الغربية"، وهو ما شكل انزعاجاً كبيراً لدى جبهة البوليساريو. وفي خطوة تهدف إلى استمالة الموقف الموريتاني، الذي عبر لأول مرة على لسان إسماعيل ولد الشيخ أن نواكشوط لن تستمر في "موقفها الحيادي الذي يشير إلى موقف سلبي، نحن لسنا متفرجين، ونريد أن نرى هذا الصراع يحل في أسرع وقت ممكن"، أوفدت البوليساريو من يُسمى وزير خارجيتها، محمد السالم ولد السالك، إلى موريتانيا، بغية وضعها في صورة تطورات نزاع الصحراء. وسلم موفد البوليساريو الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، في القصر الرئاسي بنواكشوط، رسالة إبراهيم غالي التي تتحدث عن العلاقات الثنائية بينهما، وعن آخر التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية. وقالت الجبهة إنها تعتقد أن "الجمهورية الإسلامية الموريتانية لها دور في السلام والاستقرار في المنطقة"، مضيفة أن "البوليساريو تعمل من أجل استتباب السلام على أساس العدالة واحترام الحدود، ومن أجل الإخاء والتعاون بين شعوب المنطقة". ووصف القيادي الانفصالي ولد السالك "موريتانيا والصحراء بأنهما بلدان يقطنهما شعب واحد"، مردفا أن البوليساريو "تكن للشعب الموريتاني الشقيق كثيرا من الاحترام والتقدير، وتسعى إلى اعتماد تعاون فعال من أجل السلام والتنمية في المنطقة". وكان رئيس الدبلوماسية الموريتانية، الذي سبق أن قام قبل أشهر بزيارة هي الأولى من نوعها إلى المغرب، أكد أن "الوقت حان لإيجاد حل عادل ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف لهذا الصراع الذي تسبب في معاناة هائلة للشعوب، وتسبب في تجميد اتحاد المغرب العربي". وتحدثت مواقع موريتانية عن انزعاج جبهة البوليساريو من تصريحات ولد الشيخ، بعد إغفالها لأي إشارة تتعلق بأن "حل النزاع يكمن في ضرورة تقرير المصير"، مشيرة إلى أن "عناصر الجبهة عبرت عن غضبها من تلك التصريحات من أجل تحجيم منطقة الصحراء وجعلها تابعة للمملكة المغربية". وكانت زيارة ولد الشيخ الأولى من نوعها إلى المغرب، العام الماضي، قد أعطت زخما جديدا في العلاقات بين الدولتين الجارتين. كما عبرت موريتانيا بعد هذه الزيارة عن رغبتها في تطوير العلاقات مع المغرب إلى الأحسن.