احتضنت مدينة تطوان، الأربعاء، الملتقى الدولي الثاني حول الطفولة، الذي ينظم بالمدينة في سياق سلسلة من اللقاءات الدولية التي تروم فتح نقاش عمومي حول مسألة تحيين الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، التي تخلد الذكرى الثلاثين للتوقيع عليها من لدن هيئة الأممالمتحدة؛ وذلك بغية ملاءمتها مع التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعالم، بعد تحوله إلى عصر التكنولوجيا. وقال عثمان الغنامي، ممثل المجلس المستقل لحماية الطفولة، في تصريح لهسبريس: "إننا كهيئة منظمة لهذا الملتقى الدولي نروم إعادة النظر في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والعمل على تحيينها، لحاجتها إلى الملاءمة مع الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعالم، والتحولات التكنولوجية التي شهدها"، مضيفا: "كمتخصصين في مجال الطفولة حاولنا إشراك أكبر عدد ممكن من الدول في هذا النقاش، حتى نعتمد على نتائجه لإعداد ورقة عمل، سنقوم بتقديمها للجنة الدولية لحقوق الطفل بالأممالمتحدة". وأوضح المتحدث ذاته أن هذا الملتقى الدولي الذي تحتضنه تطوان، والذي يمتد لثلاثة أيام متواصلة، "يعرف مشاركة اثنتي عشرة دولة، تمثل أمريكا اللاتينية وأوروبا، بالإضافة إلى المغرب؛ وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات الدولية التي استهلت أعمالها قبل شهر ونصف بالمكسيك، ثم احتضنتها كل من البرازيل، وكولومبيا، والبرتغال وإسبانيا، ليأتي الدور على المغرب كممثل لإفريقيا". واعتبر ممثل المؤسسة الدولية بالمغرب أن أجمل محطة في هذا الملتقى الدولي إشراك الأطفال في العملية، "خاصة في ظل وجود المجلس الجماعي للطفولة بتطوان، الذي داوم على الاشتغال ميدانيا منذ ستة أشهر، وقام بإجراء استطلاعات رأي مع الأطفال، وتواصل مع هيئات المجتمع المدني، وأعد تقريرا حول الوضعية الحالية للطفولة، متناولا الإيجابيات والنواقص". وزاد الغنامي: "قدرتنا على احتضان ملتقى دولي بهذا الحجم بتطوان من شأنه أن يحرك عجلة الاقتصاد بها، ويسمح الوفود المشاركة بالتعرف على النموذج الثقافي المغربي، كما من شأنه أن يتيح تلمس الجهود التي تبذلها الدولة في مجال الطفولة"، مشيرا إلى أن الملتقى يمثل كذلك فرصة لتبادل الخبرات، "خصوصا مع دول أمريكا اللاتينية التي قطعت أشواطا مهمة في مجال حماية الأطفال من العنف"؛ كما أكد على أن العنف الذي يمارس على الأطفال حاليا تجاوز مفهوم العنف المادي أو المعنوي، "بنشأة نوع أخطر، تحمله وسائط التواصل الاجتماعي، والحمولات الثقافية والاجتماعية للأسر التي عرفت نوعا من التغير في نمط العيش". من جانبها، اعتبرت أمينة بن عبد الوهاب، نائبة رئيس جماعة تطوان، ومنسقة الملتقى الدولي، أن احتضان تطوان للملتقى، "يشرف المغرب عموما، وتطوان بشكل خاص، خاصة أنه يستضيف وفودا من اثني عشر بلدا، وحوالي خمسين خبيرا وخبيرة، متخصصين في مجال الطفولة"، مشيرة إلى أنها "فرصة لتبادل الخبرات والأفكار، خاصة وأننا نلتقي على قضية واحدة، تهم الطفولة"، وزادت: "لا شك أن هناك مشتركا بين هذه الدول كلها، لأن هناك إشكالات يعاني منها الأطفال عبر العالم، وبالتالي سنعمل على إيجاد بعض الحلول لها بالنقاش". وأكدت نائبة رئيس جماعة تطوان أن أشغال الملتقى التي ستمتد حتى السبت المقبل "ستخلص إلى مخرجات وتوصيات جديدة، ستفيد في تحسين وضعية الطفولة، سواء محليا، أو وطنيا، أو دوليا"، مشيرة إلى أن اشتغال جماعة تطوان على آلية الحوار والتشاركية، بتوفرها على المجلس الجماعي للطفولة، كان عاملا أساسيا في اختيار تطوان كحاضنة لهذا الملتقى الدولي.