سجل الطلب على أدوية الأنفلونزا الموسمية ارتفاعا لافتا بمجموع صيدليات المملكة، طوال الأسبوع الماضي، بعد تفشي هذا الداء وسط العديد من الأسر المغربية. وأفاد عدد من الصيادلة بمناطق المعاريف والحي الحسني وآنفا بإن الطلب على هذه الأدوية تضاعف أربع مرات مقارنة مع الأسبوع الأول من شهر نونبر الجاري، مضيفين أن الإقبال عليها يتزامن مع فترة تشهد زيادة لافتة في عدد الإصابات بالأنفلونزا الموسمية. وقالت مصادر من مستشفى الهاروشي الخاص بالأطفال إن الأقسام المختصة استقبلت أعدادا من الحالات طوال الأسبوع المنصرم، معتبرة أن الأمر يظل طبيعيا بالنظر إلى فترة التقلبات الجوية المسجلة في هذه الفترة، علما أن ما بين 20 و30 في المائة من الأطفال يصابون سنويا بهذا المرض. وأكدت مصادر من قسم الأمراض التعفنية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، التابع لوزارة الصحة، أن ما يناهز 20 في المائة من المغاربة يصابون سنويا بفيروس الأنفلونزا. ويظل أكثر المتضررين من هذا الفيروس هم الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة، والمصابون بأمراض مزمنة، والرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، والنساء الحوامل اللواتي لم تصل مدة حملهن ثلاثة أشهر بعد، إلى جانب المصابين بالسكري والالتهابات التنفسية الحادة. كما تؤكد مصادر من قسم الاختبارات الفيروسية بمعهد باستور أن فيروس الأنفلونزا شديد العدوى، وسهل الانتشار. ويعد التلقيح أحد الحلول التي يمكنها التقليل من نسبة الوفيات بسبب هذا الفيروس المعدي، ويساعد الجسم على مقاومة المضاعفات الناجمة عن الإصابة بهذا المرض. ويتم تسجيل اختلاف في نسبة الأطفال الذين يصابون سنويا بالأنفلونزا الموسمية، لأن الفيروسات التي تتسبب في الإصابة بهذه العدوى تختلف من سنة إلى أخرى. ويؤكد خبراء الصحة أن الأنفلونزا الموسمية تعتبر من المشكلات الصحية العمومية الخطيرة التي تتسبب في حدوث حالات مرضية وخيمة، وتؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بالفئات التي تعاني من مشاكل صحية أو التقدم في السن. ويؤكد الخبراء أن الأنفلونزا الموسمية يمكن أن تتسبب في ظهور عبء اقتصادي من خلال ضياع إنتاجية القوى العاملة وتقييد الخدمات الصحية.