أعطيت مساء الجمعة الانطلاقة الرسمية للنسخة الخامسة من الملتقى الأورومتوسطي للشباب الرائد بمدينة الصويرة، خلال احتفالية أقيمت على شرف الضيوف والمشاركين. الملتقى، الذي تستمر فعالياته إلى غاية يوم الأحد، والذي تنظمه السفارة الفرنسية بالمغرب للمرة الخامسة على التوالي، استقطب زهاء مائتي شاب من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، بهدف المشاركة في مختلف الورشات والموائد المستديرة التي تنظم هذه السنة تحت شعار: "الالتزام من أجل مواطنة جديدة". وفي كلمات لهم أثناء حفل الافتتاح، استغل منظمو المنتدى الفرصة للترحيب بكافة الحضور وللتأكيد على رمزية احتضان مدينة الصويرة للحدث منذ أولى دوراته، وكذا على القيم التي يرتكز عليها الملتقى من قبيل التسامح والعيش المشترك وقبول الآخر. وفي هذا السياق، قال المستشار الملكي أندري أزولاي إن "الإسلام واليهودية يلتقيان معا، فحوار الأديان الذي تعرفه الصويرة نابع من امتداد تاريخي عميق بعيدا عن إملاءات أي كان"، مضيفا أن "مدينة الصويرة صنفت أياما قليلة قبل انطلاق الملتقى تراثا عالميا من قبل اليونسكو". وأشار أزولاي، ضمن كلمته، إلى مدى اعتزازه بعبارة "بركة محمد" التي تكاد تشكل بصمة لمدينة موكادور، مدينة العيش المشترك بين المسلمين واليهود، مؤكدا في هذا الصدد افتخاره بمغربيته وانتمائه إلى مدينة تعد نموذجا عالميا للتعايش والتسامح. من جهتها، شددت السفيرة الفرنسية بالمغرب هيلين لوغال على وحدة بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، موردة: "ما يجمع الضفتين أهم مما يفرقهما. وإننا مجتمعون اليوم دفاعا عن قيم التسامح والتنمية المستدامة والمساواة بين المرأة والرجل"، وزادت: "الضرورة اليوم ملحة لتنامي الوعي الجمعي بأهمية الالتزام المواطن من طرف الشباب خصوصا". جدير بالذكر أن الملتقى ينظم ومنذ تأسيسه بفضل شراكة بين السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالمغرب، ومؤسسة "الصويرة موكادور" ومؤسسة "أنا ليند"، بالإضافة إلى شركاء آخرين من المجتمع المدني والقطاع الخاص. *بتنسيق مع المعهد العالي للإعلام والاتصال