الاتحاد البيضاوي أو "TAS" كما يحلو لأبناء الحي المحمدي تسميته، حكاية مجد كروي، فريق كبير والكبير يَمرض ولا يَموت، رغم تعرضه لأزمات مرضية في السنوات الأخيرة بعدما أصابته "نِقمة" الإهمال والإقصاء وشهد تراجعا كبيرا بعد نزوله إلى قسم الهواة، لكن لم يسقط من قلب عشاقه أبناء الحي المحمدي، ليعانق من جديد القسم الوطني الثاني بعد جهد كبير من طرف المكتب المسير الجديد والجمهور الذي سانده دون قيد أو شرط. في كثير من الأحيان يغلب حب الانتماء إلى فريق الحي على حب الانتماء إلى فريق المدينة ككل، تأكّدت من الأمر خلال مشاهدتي مباراة نصف نهاية كأس العرش التي جمعت أخيرا بين "TAS" والدفاع الحسني الجديدي بإحدى مقاهي الحي المحمدي مسقط الرأس، في التوقيت نفسه كانت تبث على شاشة التلفاز بالفضاء الخارجي للمقهى مباراة الرجاء البيضاوي ضد يوسفية برشيد برسم البطولة الوطنية، لكن جل زبناء المقهى تفوق عليهم حب الانتماء للأقرب إلى القلب وتابعوا بحماس كبير فريقهم المفضل فريق الحي المحمدي غير مبالين بمباراة الرجاء البيضاوي، رغم أن جلهم من عشاق الفريق "الأخضر"، هنا تفوقت مشاعر الانتماء واسترجع كل منا ذاكرته ونبش منها بعض المشاهد التي أثثها حضور الفريق بعمالقته ومبارياته بملعب "الحفرة " الذي كان مسرحا للإبداع الكروي. ولد الفريق من رحم الإرادة القوية المتشعبة بالروح الوطنية على يد مجموعة من المناضلين الوطنيين أمثال السيد عبد السلام بناني وامحمد العبيدي وعبد الرحمان اليوسفي، رأى النور وسط الحي المحمدي الذي عرف مقاومة الاستعمار، ومنذ ذلك الحين، ارتبط فريق "الطاس" بكريان سنطرال وانتفاضته التاريخية وساهم في الحركة الوطنية برجالاته ومؤسسيه. يعد الفريق من بين أعرق الأندية الوطنية التي سجلت حضورا قويا بلاعبيها الكبار برسم البطولات الوطنية واللقاءات الكبيرة، أمثال: نومير، بوشعيب، المسكيني، مضناك، الغزواني، بوأسة، محمد سعيدين وعبد اللطيف سعيدين وعبد الله سعيدين المشهورين في الحي المحمدي "بالإخوة الزيتوني"، مولاي عبد الله، الزاز الحسين، الحارسين صالح وخليفة، المهدي ملوك، عثمان، عزيز سامو، مصطفى سبيل وغيرهم، هؤلاء ساهموا في صناعة مجد فريق يمتد حبه خارج أرض الوطن من خلال عشاقه، فريق ربما سيتوج بكأس العرش لأول مرة في تاريخه في مناسبة غالية وإن لم يتحقق ذلك، يبقى فقط وصوله إلى النهائي قد أعاده إلى الواجهة وتحدث عنه الجميع !