منعت السلطات في عدة مدن مغربية على رأسها الدارالبيضاء، ليل أمس السبت، المحسوبين على جماعة العدل والإحسان من تنظيم احتفالات في الشوارع بمناسبة ذكرى المولد النبوي. وأقدمت السلطات الأمنية والمحلية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، في الدارالبيضاء، على التدخل لوقف النشاط الذي كان أعضاء جماعة العدل والإحسان يعتزمون تنظيمه. ونزلت السلطات المحلية معززة بعناصر القوة العمومية من أجل وقف النشاط المذكور وعدم السماح لأعضاء "الجماعة"، الذين كانوا مرفقين بزوجاتهم وأطفالهم، بتنظيمه في الشارع. كما عرفت منطقة سباتة، بدورها، تدخلا من طرف السلطات لوقف موكب شموع كانت عناصر "العدل والاحسان" تعتزم تنظيمه مباشرة بعد خروجهم من صلاة العشاء ليل أمس. وأكدت الجماعة أن "ممثليها بعدد من المدن تعرضوا لمضايقات ومنع من طرف السلطات المحلية، خصوصا بمدن العرائش والقصر الكبير وتطوان، وكذا بمنطقة بني تجي، حيث تدخلت السلطة لمنع هذه الاحتفالات". وانتقدت الجماعة هذه التدخلات التي قامت بها السلطات، معتبرة إياها "شططا في استعمال السلطة اتجاه نشاط يعتبر مناسبة دينية وعيدا يفرح به سائر المغاربة"، مشيرة إلى أن "السلطة هاجمت أعضاءها بشتى أساليب القمع من سب وركل وتحطيم معدات الاحتفال"، وفق تعبيرها. واعتبر حسن بناجح، عضو الدائرة السياسية للجماعة، أن السلطات منعت هذه الاحتفالات في عدة مدن مغربية "في وقت تمتلئ شوارع وساحات العالم الإسلامي وحتى عدد كبير من الدول غير الإسلامية بحفلات ومواكب الاحتفاء بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم". وكتب بناجح في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا تكفي كل عبارات الاستهجان لما وصل إليه الصلف المخزني بالتضييق على المواطنين في شعائرهم الدينية وتقاليدهم الروحية الأصيلة، في وقت يشجع ويحمي طقوس الشعوذة والأضرحة والمواسم، وهذا في مفارقة غريبة مع ادعاء حماية الدين". وتابع عضو الدائرة السياسية للجماعة: "كل هذا ناتج عن سيطرة المقاربة الأمنية على العقل السياسي الرسمي، والتي أوصلته إلى المواجهة الشاملة مع المجتمع".