كشفت المعطيات الصادرة عن المهنيين العاملين في قطاع الاتصالات أن عدد الاشتراكات في خدمات نقل البيانات بالمغرب سيسجل زيادة قياسية تفوق 49 في المائة في أقل من خمس سنوات. وسينتقل عدد الاشتراكات في خدمات نقل البيانات بالمملكة من 25 مليون اشتراك في السنة الحالية، إلى ما يزيد عن 37.2 مليون اشتراك بحلول سنة 2025. وأكدت النتائج الصادرة عن بحث أنجزه معهد "التجاري غلوبال ريسيرش" أن رقم معاملات شركات الاتصالات بالمغرب في مجال خدمات نقل البيانات سيستحوذ على حصة الأسد من إجمالي معاملاتها، التي تشمل خدمات نقل الصوت والبيانات. وقال مروان هرماش، خبير مغربي في مجال الاتصالات والخدمات الرقمية، إن زيادة حجم الاشتراكات في خدمات نقل البيانات "يعكس التحول الكبير الذي يعيشه المجتمع المغربي في مجال تعامله مع التحولات الرقمية التي يشهدها العالم، خاصة الشباب الذي يظل الأكثر استهلاكا للبيانات بالمغرب". واعتبر هرماش، في تصريح لهسبريس، أن السنوات الخمس القادمة "ستشهد تناميا متسارعا في استخدام البيانات"، خاصة بعد انطلاق خدمة الجيل الخامس التي ستشكل نقطة تحول كبرى في عالم الإنترنيت. وقال المتحدث ذاته إن "الجيل الخامس تكنولوجيا تتيح توفير صبيب فائق السرعة، حيث ستتم ترجمة أنترنيت الأشياء على أرض الواقع، وسيصبح كل شيء مرتبطا بالإنترنيت، من سيارات ذكية وأجهزة منزلية ووسائل العمل والترفيه، والمغاربة معنيون بهذا الأمر بطبيعة الحال". وتأتي هذه التوقعات المتفائلة حول مستقبل استخدام البيانات في المملكة في وقت تشير فيه المعطيات إلى أن حجم استهلاك المغاربة من البيانات ارتفع بنحو 32 ضعفا في السنوات الثلاث الماضية. وساهم الإقبال المتزايد والمتسارع للشباب المغربي على المشاركة في المسابقات العالمية والمحلية للألعاب الإلكترونية، إلى جانب خدمة نقل بث القنوات التلفزية والأفلام والمسلسلات عبر الإنترنيت، (ساهم) بشكل كبير في رفع حجم استهلاك المغاربة للبيانات. ويشهد الطلب على الإنترنيت فائق السرعة وإنترنيت الألياف البصرية تزايدا متواصلا من طرف شرائح مختلفة من المستهلكين، وهو ما دفع شركات الاتصالات بالمغرب إلى ضخ استثمارات كبيرة في هذا المجال قصد توفير خدمات إنترنيت ذات جودة عالية.