تحت شعار "بناء مستقبل أبنائنا يبدأ من الطفولة"، نظمت عمالة إقليمسيدي سليمان، الخميس، لقاء تواصليا للتحسيس بأهمية تنمية الطفولة المبكرة؛ وذلك تماشيا مع روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي جعلت من تنميتها هدفا ذا أولوية في مرحلتها الثالثة، بهدف تحسيس المواطنين بأهمية هذه المرحلة من الحياة في تنمية رأس المال البشري. ويأتي هذا اللقاء تجسيدا للتوجيهات الملكية الموجهة إلى المشاركين في أشغال الدورة الأولى من المناظرة الوطنية للتنمية البشرية بالصخيرات التي جرت في ال 19 من شتنبر المنصرم، والتي أكدت على ضرورة تنظيم حملات للتوعية والتحسيس في صفوف المستهدفين بأهمية هذا الموضوع وانعكاساته الإيجابية على الطفل والأسرة والمجتمع. وانطلق هذا اللقاء الذي ترأسه عبد المجيد الكياك، عامل إقليمسيدي سليمان، بحضور أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ومجموعة من الشخصيات والمسؤولين عن المصالح الخارجية، وعدد من المنتخبين ورؤساء الجماعات وممثلي المجتمع المدني ومجموعة من المهتمين الذين سلطوا الضوء على العديد من المرتكزات الأساسية المرتبطة بالطفولة الصغرى. وفي كلمة له بالمناسبة، ذكّر عامل الإقليم ب"أهمية تنمية الطفولة المبكرة وضرورة الاهتمام بها عن طريق التتبع الطبي والتغذية الجيدة للأم والطفل، وتعميم التعليم الأولي الجيد، حتى ينمو الأطفال نموا متكاملا ومتماسكا يؤهلهم لتحمل مسؤوليتهم في المستقبل". ودعا المسؤول ذاته إلى "تضافر جهود جميع المتدخلين، من سلطات عمومية ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، وذلك بهدف إيجاد الحلول الناجعة لمختلف الإشكاليات المرتبطة بهذا الجانب". من جهته، أكد إدريس الشريفي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، على "أهمية الاهتمام بصحة الأم والطفل الرضيع"، مبرزا "الخطوات المهمة التي حققتها وزارة الصحة من أجل تحسين التكفل بالأطفال، وذلك من خلال التقليص من الأمراض الفتاكة عن طريق اللقاحات التي يعتبر المغرب رائدا في مجالها"، مشيرا إلى أن "المؤشرات المسجلة من قبل المندوبية على مستوى الإقليم مرضية". من جانبه أشار المصطفى أوشريف، المدير الإقليمي للتربية الوطنية، إلى "أهمية التعليم الأولي في حياة الطفل من خلال مساهمته في فتح سبل التعليم اللغوي لديه وإكسابه مهارات فكرية واجتماعية ووجدانية"، موضحا أن "الإقليم تمكن هذه السنة من تحقيق أكثر من 50 في المائة من نسبة تمدرس أطفال 4 و5 سنوات بعدما كانت النسبة لا تتعدى 16 بالمائة سنة 2017". بالمناسبة قام عبد المجيد الكياك، عامل الإقليم، بتدشين وحدة مدرسية للتعليم الأولي بالمدرسة الجماعاتية الخنساء بجماعة أزغار، وهي ضمن 24 وحدة تكفلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتأهيلها وتجهيزها في إطار سياستها الرامية إلى تشجيع التمدرس، وتوفير فضاءات ملائمة لحاجيات المتعلمين والمتمدرسين بالعالم القروي، بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.