يُرتقب أن تحتضن مدينة الرباط، خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 3 دجنبر القادم، الدورة الرابعة لمنتدى الأمن الإفريقي الحاصل على الرعاية الملكية، الذي يتناول تأثير التغيرات المناخية على الأمن في القارة السمراء، والتي ستتطرق للطفرة الديمغرافية في علاقتها بندرة الموارد الطبيعية، حيث سيلتئم أزيد من 400 خبير من مختلف ربوع العالم، فضلا عن حضور ممثلي 35 دولة إفريقية. في هذا السياق، قال إدريس بنعمر، رئيس مركز البحوث والدراسات الجيو-استراتيجية، المعروف اختصارا ب "Atlantis"، إن "المؤتمر الدولي سيعرف حضور أزيد من 30 دولة إفريقية، و15 بلداً خارج القارة السمراء"، من ضمنها البرازيل، والنرويج، والصين، وأوغندا، والنيجر، وساحل العاج، والغابون، وناميبيا، وبوتسوانا. وأضاف بنعمر خلال ندوة صحافية لاستعراض الخطوط الكبرى للمؤتمر، صباح الخميس بمدينة الدارالبيضاء، أن "اللقاء يطرح تيمة محورية تشغل بَال الخبراء والباحثين في المجال طوال السنوات الماضية، تتعلق بالتغيرات المناخية في علاقتها بالأمن الإفريقي"، معتبرا أن "الأمن الغذائي وتدبير المياه مشكلتان حقيقيتان تواجهان إفريقيا الغد". وأوضح المتحدث أن "آثار التغيرات المناخية المتزايدة بشكل مطرد ترخي بظلالها على القارة الإفريقية، بحيث حوّلت إفريقيا إلى تربة خصبة لتعزيز تدفقات الهجرة وتناسل النزاعات حول الموارد بين جماعات المزارعين ومربي الماشية"، مؤكدا أن "التغير المناخي سيؤدي إلى بروز إكراهات كبرى في السنين المقبلة ستنعكس بشكل مضاعف على الدول الإفريقية ما لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة بشكل استباقي". تبعا لذلك، أشار رئيس المركز سالف الذكر، في ورقة له بشأن التغيرات المناخية عبارة عن أرضية للمؤتمر، إلى أن "عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بإفريقيا وصل اليوم إلى 240 مليون نسمة، ومن شأن زيادة الحرارة بمقدار يتراوح بين 1.2 و1.9 درجة حرارة مئوية أن تؤدي إلى ارتفاع صاروخي لعدد الأفارقة الذين يعانون من سوء التغذية". "تم تقييم آثار سوء التغذية على تطور ونمو الأطفال الأفارقة، ومن ثمة على مستقبل القارة، بنسبة تتراوح من 2 إلى 16 في المائة من الناتج الداخلي الخام من طرف اللجنة الاقتصادية الإفريقية"، يردف بنعمر الذي أشار إلى أنه "بقدر ما تتراجع الإنتاجية الزراعية نتيجة التغيرات المناخية، بقدر ما يزداد امتداد شبح المجاعة وسوء التغذية، خصوصا في زمن الاضطرابات الكبيرة التي تعرفها التساقطات".