أطلق شباب مدينة الدارالبيضاء حملة إقليمية لتنظيف شوارع وأحياء المدينة، انتشر صداها بشكل كبير في وسائط التواصل الاجتماعي، منذ قرابة أسبوعين، حيث دعا النشطاء إلى القيام بحملة تنظيف أسبوعية كل أحد، تشمل تنظيف الساكنة للأحياء والأزقة المُجاورة لمحلّ سكناهم، في أفق تعميمها على مختلف شوارع البيضاء. ولقيت الحملة سالفة الذكر تجاوباً كبيرًا من لدن ساكنة القطب المالي، لا سيما في ظل كثرة الأزبال التي "غزت" شوارع وأزقة المدينة، بحيث ناشدت الحملة التي تحمل وسم "كازاوي حضاري" الساكنة بعدم إلقاء الأزبال وسط الشوارع والأحياء، بغية مساعدة عمال النظافة الذين يسهرون على إزالتها طوال أيام الأسبوع بدون توقف. وتستهدف حملة التنظيف المحلية الأزقة والأحياء بالدرجة الأولى، من خلال قيام الأسر بتنظيف الأحياء التي تقطن فيها، فضلا عن صباغة الأرصفة وبعض المناطق السوداء التي تعرف انتشارا مهولا للأزبال، إلى جانب تحسيس الأطفال والمراهقين بضرورة الحفاظ على نظافة المدينة. وقد عادت أزمة النظافة إلى شوارع الدارالبيضاء خلال الأسابيع الأخيرة، حيث انتشرت في مختلف شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية كميات كبيرة من النفايات، تؤثر بشكل سلبي على وجه المدينة وتشكل نقطا سوداء بها، في ظل عجز الشركتين المفوض لهما تدبير القطاع (ديرشبورغ، أفيردا) على مواجهة هذا الوضع والقضاء على هذه الأزبال بالشوارع. وعبّر العديد من المواطنين في الدارالبيضاء عن تذمرهم مما آل إليه وضع النظافة في مدينتهم، بالرغم من الوعود التي قدمها المسؤولون بمجلس المدينة بكون هذه المرحلة ستكون أفضل من سابقتها، وستعمل الشركتين المفوض لهما تدبير القطاع على عدم ترك الأمور متردية كما الأشهر السابقة. وأفادت بيانات كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، التي حذفت خلال التعديل الحكومي الأخير، بأن كمية النفايات على المستوى الوطني بلغت سنة 2015 نحو 26.8 مليون طن؛ تشكل النفايات المنزلية والمشابهة لها في الأوساط الحضرية 5.9 ملايين طن، بينما تصل في المناطق القروية إلى نحو 1.5 مليون طن. واحتلت جهة الدارالبيضاء- سطات صدارة الجهات من حيث توزيع النفايات على المستوى الوطني، بعدما سجلت ما يناهز مليونا ونصف مليون طن فيما يتعلق بإنتاج النفايات المنزلية سنة 2015، التي يتوقع أن تصل إلى أكثر من مليوني طن سنة 2030؛ في حين سجلت أكثر من ثلاثة ملايين طن في حجم إنتاج النفايات الصناعية، بينما وصلت نفايات البناء والهدم ما يقرب مليونا ونصف مليون طن سنة 2015.