بعد التعثر الكبير الذي عرفه ملف النظافة بالبيضاء، والذي تسبب في استمرار انتشار الأزبال بشكل لافت ومثير أغرقها في نفاياتها، خصوصا بعد الأنباء المؤكدة التي تفيد بارتفاع أطنان من النفايات المنزلية بنسبة 30 في المائة، يسابق مسؤولو مجلس المدينة الزمن، من أجل رفع “فيتو” الداخلية عن صفقة النظافة التي تأخر بروتوكول التوقيع عنها كثيرا، بعدما رفض عبدالعزيز العماري، عمدة المدينة، الدخول في مواجهة مفتوحة مع الوالي وفضل الانتظار إلى حين الحصول على تأشيرة سلطات الوصاية. وينتظر، بحسب مقرب من العماري، أن يتم التوقيع على صفقة تدبير النظافة مع الشركات التي عهد لها بتدبير هذا الملف الحساس، الثلاثاء المقبل، في لقاء ستشرف عليه شركة التنمية المحلية للخدمات، بعدما استكملت تأسيس كل من الشركة الفرنسية “ديرشبورغ” والشركة اللبنانية “أفيردا”، تأسيس شركات جديدة، عشية فوزها بالصفقة، التي أطلقها مجلس المدينة في وقت سابق عن طريق “شركة التنمية المحلية للخدمات”. مصدرنا قال ل”أخبار اليوم”، إن تأخر انطلاق صفقة النظافة هو بسبب الإجراءات القانونية التي صاحبت تأسيس شركات جديدة لتدبير هذا الملف، مؤكدا أن مجلس المدينة الذي يقوده البيجيدي بأغلبية ساحقة، “أدى الثمن في هذا الملف، ولكن هي إجراءات لا بد منها”. وكشف المسؤول بالمكتب المسير أن مجلس المدينة رفع من ميزانية النظافة بنسبة 50 في المائة، لمواجهة انتشار الأزبال في العاصمة الاقتصادية، من 60 مليار سنتيم إلى 90 مليار سنتيم، معلنا أن مديرية الجماعات المحلية التي يقودها الوالي السابق لجهة البيضاء خالد سفير، سوف تدعم مجلس البيضاء ب30 مليار سنتيم، لمواجهة التداعيات السلبية لهذا الملف الذي بات يؤرق بال البيجيدي ويتخوف مسؤولوه أن يؤثر على أدائهم وقيادتهم للشأن المحلي بأكبر مدن المملكة. من جانبه، أوضح محمد حدادي، نائب عمدة البيضاء المفوض له في تدبير النظافة، في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن مجلسه نجح أخيرا بعد طول انتظار في توقيع اتفاق جديد مع الشركتين اللتين عهد إليهما بتدبير هذا الملف، وهي الخدمات التي ستأتي بجديد على مستوى تحسن خدمات النظافة بشكل مستمر. وكشف حدادي أن من جديد النظافة بالبيضاء، هو التوقيع مع الشركات الجديدة على بند مهم، وهو إلزامية النتائج في ملف النظافة، كما أن كل عمالة أصبح لها دفتر تحملات خاص بها، كما أن متابعة عمل هذه الشركات، سيشهد تعزيز آليات المراقبة بشكل كبير جدا، مؤكدا ارتفاع نفايات البيضاء من 3500 طن إلى 4500 طن، وهو الرقم الذي يقتضي تعبئة جهود إضافية. هذا، وستقوم الشركتان الجديدتان، وفق دفتر التحملات الجديد، بتدبير القطاع على مدى سبع سنوات، إذ ستعمل شركة “ديرشبورغ” على تسيير القطاع بكل من مقاطعات آنفا، سيدي بليوط، المعاريف، مرس السلطان، الفداء، مولاي رشيد، وبنمسيك. أما شركة “أفيردا” اللبنانية، فستعمل على تدبير القطاع بمقاطعات الحي الحسني وعين الشق، والصخور السوداء والحي المحمدي، وسيدي البرنوصي وسيدي مومن وعين السبع. يشار إلى أن مجلس العماري سبق له أن قرّر فك ارتباطه بشركة “سيطا”، قبل أن يقوم بالأمر نفسه، مع الشركة اللبنانية “أفيردا” التي تم منحها صلاحية تدبير القطاع لفترة انتقالية إلا أن وضع النفايات المنزلية ازداد تفاقما بعد ظهور نقاط سوداء كثيرة واختفاء الكنس بالأزقة والشوارع بشكل مثير، أثار غضب السكان.