تشنّ السلطات الأمنية بالدارالبيضاء، خلال الأسابيع الأخيرة، حملات تمشيطية غير مسبوقة، تُشرف عليها فرق أمنية تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، بغية الحد من المنسوب المُرتفع للعمليات الإجرامية في القطب المالي، بحيث همّت الحملات الأمنية مجموعة من البؤر السوداء التي تُثير امتعاض سكان العاصمة الاقتصادية وزوارها بعدما تحوّلت إلى مسرح تُنفذ فيه عمليات السرقة والاعتداءات بمختلف صنوفها. وحسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن عشرات الفرق الأمنية تجوب شوارع وأزّقة الدارالبيضاء لتجفيف منابع الجريمة، بحيث لاحظت الجريدة انتشارا كبيرا ودائما لعناصر الشرطة في مختلف محاور المدينة؛ بل إن الحملات التمشيطية تتضاعف خلال الفترة الليلية، من قبيل مركز المدينة و"المعاريف" و"أنفا" وحي "مولاي رشيد"، وغيرها. وأثارت الحملات الأمنية استحسان ساكنة القطب الاقتصادي، خصوصا أنها أسفرت عن اعتقالات غير مسبوقة خلال الأشهر الماضية؛ وهو ما أدى إلى ضعف عمليات السرقة والاعتداءات التي كانت تصل إلى أرقام قياسية، بحيث تداولت وسائط التواصل الاجتماعي هذه الحملة بكثير من الارتياح، لكن أغلب تعليقات الناشطين تدعو إلى استمرار هذه الحملة طوال السنة. وتأتي الحملة سالفة الذكر بعد تعالي أصوات الفاعلين في المدينة، نتيجة "غزو" المجرمين والمُعتدين لمختلف شوارعها الكبرى؛ الأمر الذي جعل ظاهرة "التشرميل" تتصدر أخبار المدينة، لا سيما في بعض البؤر السوداء التي كانت موضع امتعاض من لدن الأسر، مثل حي "مولاي رشيد" و"الهراويين". يشار إلى أن العمليات الأمنية المنجزة على صعيد مختلف مناطق ولاية أمن الدارالبيضاء، خلال الفترة الممتدة ما بين 10 و21 أكتوبر الجاري، أسفرت عن إيقاف 8225 شخصا؛ من بينهم 6094 شخصا ضبطوا متلبسين بأفعال إجرامية، و2131 شخصا كانوا يشكلون موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني للاشتباه في تورطهم في جنايات وجنح مختلفة. هذه العمليات الأمنية، وفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، مكنت من حجز مجموعة من المواد والأدوات التي تستخدم في المساس بسلامة الأشخاص والممتلكات، فضلا عن ضبط عائدات إجرامية مختلفة، "وهي عبارة عن 305 من الأسلحة البيضاء، و200 كيلوغرام من مخدر الحشيش بكل مشتقاته، و192 غراما من مخدر الكوكايين، و8615 قرصا مهلوسا، و5075 قنينة مشروبات كحولية مهربة، و210 علب تخدير، و201 هاتف محمول، بالإضافة إلى 56 مركبة استخدمت أو تحصلت من ارتكاب أفعال إجرامية".