شهدت إسبانيا، اليوم الخميس، حدثا تاريخيا تم فيه استخراج رفات الديكتاتور الراحل فرانثيسكو فرانكو من مدفنه الحالي، وهو نصب وادي الشهداء (Valle de los caidos)، ونقله إلى مقبرة أخرى في العاصمة الإسبانية مدريد. ويسعى هذا الإجراء إلى إغلاق فصل هام في تاريخ هذا البلد وتصحيح خطأ يتمثل في دفن ديكتاتور في مقبرة رسمية، حيث قضى بها ما يقرب من 44 عاما بعد وفاته في نونبر 1975. ويحضر هذه المراسم مجموعة مكونة من 22 فردا من عائلته وعدد صغير من المسؤولين والعاملين -الحد الأدنى الضروري- وستتم في خصوصية تامة، حيث تم حظر وجود جمهور أو وسائل إعلام. واستخرجت السلطات رفات الديكتاتور الإسباني الراحل من مقابر "وادي الشهداء" (بايي دي لوس كاييدوس) بعد وقت قليل من الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش، وفقا لما أكدته مصادر من الحكومة. وأوضحت نفس المصادر أن الرفات تم استخراجها من المقابر المشار إليها، وجاري حاليا إقامة مراسم دينية مقتضبة. وكان فرانكو قد دفن في هذه المقابر عقب وفاته قبل 44 عاما. وسيجري نقل رفات الديكتاتور لاحقا على متن مروحية، إلى مقابر (إل باردو-مينجوروبيو) بضواحي مدريد حيث سيتم دفنه إلى جانب زوجته كارمن بولو التي توفيت عام 1988. وأثارت قضية نقل رفات فرانكو جدلا واسعا في إسبانيا بين من يعتبرون الأمر اعترافا بحقوق الضحايا، وأولئك الذين يعتقدون أن اتخاذ مثل هذا الإجراء الآن يفتح جروحا قديمة ويعرقل جهود المصالحة وكانت الحكومة الإسبانية بقيادة الاشتراكي بدرو سانشيز قد صدقت هذا العام على نقل رفات الديكتاتور الراحل (1892-1975) من هذه المقابر قبل 25 من أكتوبر الجاري، بناء على إصلاح قانوني أقرته المحكمة العليا التي فصلت في طعن قدمته الأسرة ضد نقل الرفات. وانتصر فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) وحكم البلاد من بعدها وحتى وفاته في عام 1975 حيث دفن كرئيس للدولة في مقابر (وادي الشهداء) التي تضم أيضا رفات آلاف المحاربين الذين سقطوا من كلا الجانبين أثناء الحرب. جدير بالذكر أن الحكومة الإسبانية رفضت طلب عائلة فرانكو بإجراء جنازة عسكرية له أو لفه بالعلم الإسباني.