كنت منهمكا في شغلي بسلام على طول الأسبوع، بينما استفّزني في آخره خبر، من أخ فاضل أزعج هاتفي به. خبرٌ يبدو للوهلة الأولى أنه تعبوي وتصعيدي يدعو للمقاطعة، لكن هذه المرة في عقر دار فرنسا. لم أكن أعرف المشكل أصلا، لكن بعد البحث والتحقّق، فهمت أن الأمر يتعلق بامرأة (كما يقول الخبر "أختنا المسلمة التي تعرّضت لعنصرية) يضيف الخبر "نحن سبعة مليون مسلم سنفرض عليهم إرادتنا ولولا نحن ما انتعش اقتصادهم" بل أعلنوا بديلا بقولهم "سنشتري فيما بيننا ونستهلك ما عندنا". أعتذر لعدم إيراد الخبر كاملا، لكن يكفيك أن تعلم أن الخبر تم التجييش له وإرساله يوم الجمعة. للوهلة الأولى يبدو أن النّزاع صراع حضارات وأن الجمهورية الفرنسية متناقضة مع مبادئها بخصوص حقوق الإنسان والعلمانية، بحيث كيف يتم إقصاء المرأة المحجبة من مرافقة ابنها إلى مركز الترفيه. لكن العلمانية الفرنسية هي فصل الدين عن الدولة، ومن تجليات ذلك منع الرموز الدينية المرئية والواضحة في المرافق العامة. القرضاوي كبيرهم الذي علمهم أنه يجب احترام قانون الدولة المقيم فيها، فلما الضّجر والصّخب؟ وفي آخر النقاش لا يمكن مقارنة جيل رابع من حديثي ومواليد مهاجرين أو حتى مجنّسين مع الأصول، أقول الأصو،ل اليهومسيحية لهذا البلد. لنكن علميين ومنصفين، هذا البلد أو بالأصحّ الدولة ليست لنا كما أن النص القرآني الشريف فرض على نسائنا الحجاب وليس غيره لكن عندنا. وما دامت فرنسا قد توصلت مؤخرا إلى إنتاج البنزين عن طريق الانحلال الحراري، فما على الغاضبين من الانحلال الأخلاقي إلا الذهاب إلى السعودية، لأنه مع توسّع المجموعة الأوروبية، فإن لديهم ما يكفي من الغجر والأوروبيين الشرقيين. حرّر عقلك