اختتم المعرِض الجهوي للكتاب بجهة الرباط -سلا-القنيطرة دورته العاشرة، التي حطّت رحالها للمرّة الأولى بمدينة سيدي سليمان، تحت شعار "من أجل جيل قارئ"، بعدما كرّم مبدعين من أبناء المدينة، من بينهم: الكاتب والباحث محمد صولة وشيخ "لْكْلام" محمد برابح. وكانت ساكنة المدينة ونواحيها في الفترة الممتدّة بين 08 و14 أكتوبر الجاري على موعد مع هذا المعرض الجهوي الذي سلّط الضّوء على أعمال كُتاب إقليمسيدي سليمان، وتراثه الفرجوي والأثري، وخصّ الأطفال بأنشطة تعليمية وترفيهية، فضلا عن تقريبه المنشورات الأدبية والبحثيّة المغربية، المكتوبة بالعربية والأمازيغية والفرنسية، والعالمية، خاصّة المكتوبة منها باللغة الإنجليزية، من جمهوره. نشرٌ لثقافةِ القراءة قال جمال تمزيرت، رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والثّقافية بالمديرية الإقليمية للثّقافة بالقنيطرة، إنّ دور مثل هذه المعارض يتجلّى في نشر الكتاب، والتعريف به، ونشر ثقافة القراءة التي بدأت تندثر، ودعم النّاشرين، وتقريب الكتاب من المواطِن. وأضاف المتحدّث أنّ أطفال إقليمسيدي سليمان استفادوا خلال أيام المعرض الجهوي للكتاب من ورشات للحكي، والكتابة القصصية، والقراءة، وصناعة الدّمى، والرّسم، من أجل استقطابهم وآباءَهم حتى يتعرّفوا على الأروقة ودور النّشر الموجودة، وكتب الطّفل. كما خصّص المعرض، وفق رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والثقافية، توقيعات كتب أغلب كتابها من سيدي سليمان، مثل: محمد صولة، ومصطفى المودن، وموسى الفقير، لتعرفهم ساكنة مدينة سيدي سليمان وساكنة الجهة والإقليم. بدوره، وضّح محمد صولة، كاتب وشاعر، أن هذا المعرض العاشر للكتاب بإقليمسيدي سليمان حاول أن يدفع بمجموعة من الأسماء التي كانت تكتب في الظل بالمدينة، مثل جواد المومني، ومصطفى المودن، وعبد السلام العبيسي، وأسماء أخرى تكتب في الجانب النقدي والسينمائي. ثم استرسل قائلا: "المعرض يحفّز الكاتبَ أكثر على التعرف على أهم الكتب التي يمكن أن تكون رائجة في السوق الثقافية، وتمكّن التلاميذ من التعرف على أهمية ما يُكتَب، بالتنسيق مع الثانويات والإعداديّات". "دَمَقرطَةٌ" للكتاب يرى محمد السنور، المدير الإقليمي للثقافة بمدينة القنيطرة، أن هذا المعرض الجهوي للكتاب، الذي نُظِّمَ للمرة الأولى في إقليمسيدي سليمان، ناجح، وأعطى انطباعا مريحا يشجّع على إقامة بعض التظاهرات التي تخصّ الكتاب بسيدي سليمان، متمنّيا التّوفّق في تنظيم معرض سنوي خاص بالكتاب في المدينة. وذكر السنور أن الإقبال على المعرض الجهوي للكتاب كان متوسِّطا، ثم ارتفع في نهاية الأسبوع، وزاد: "عرفت النّدواتُ العلمية وأنشطة توقيع مؤلفات كتاب محليين إقبالا ومناقشة، واكتشفنا معها خزّانا كبيرا من الكتاب والأدباء في سيدي سليمان". كما ذكر المدير الإقليمي للثقافة أن أغلب أساتذة التعليم كُتّاب وشعراء، ما انعكس على إقبال التلاميذ، والطلبة، والأُسَر، والمهتمين بالأدب والبحث في التراث الشعبي، وفن القول أو الزّجل. وعرف معرض الكتاب بسيدي سليمان، وفق المصرّح ذاته، إقبالا على بعض الكتب المدرسية وكتب الأطفال، وعلى بعض المنتوجات الروائية الجديدة من قِبَل الطلبة والمهتمّين، كما شهد زيارات كثيرة يومَي نهاية الأسبوع من تلاميذ المدارس الموجودة في قرى إقليمسيدي سليمان، مما يعني أن "علينا توجيه أنفسنا لهذه المناطق التي تحتاج خلقَ نقطٍ للقراءة". من جهته، رأى نور الدين أقشاني، رئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، في تنظيم الدورة العاشرة للمعرض الجهوي للكتاب بسيدي سليمان، "مبادرة جد طيبة للمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، بتقريب الكتاب من ساكنة المدن المهمشة، وفرصة ليخلق الطفل والشاب علاقة جيدة مع الكتاب، في زمن قلَّت فيه القراءة، وصار الكتاب آخر ما يفكر فيه الشخص". ثم أجمل قائلا إن "مثل هذه المعارض في المدن الصغيرة تشكّل قيمة مضافة يستطيع معها الإنسان بلورة أدواته المعرفية، ونتمنى أن تكون سنّة حميدة تستمرّ في المدن الصغيرة".