أصبحت التجربة المغربية في مجال محاربة الإرهاب تشكل نموذجا واعدا بالعالم، وهو ما جعل المملكة وجهة لمختلف البلدان الراغبة في تعزيز التعاون الثنائي بشأن الخدمات الأمنية الموجهة أساسا لتجفيف منابع التطرف الديني، حيث تعتبر الشراكة بعيدة الأمد بين المغرب والهند مظلة استقرار لكل من القارتين الإفريقية والآسيوية، خصوصا بعد المباحثات التي جمعت وزير الخارجية المغربية بنظيرته الهندية، خلال فبراير الماضي، ويتعلق الأمر بتوقيع مذكرة تفاهم تهم مجال مكافحة الإرهاب. وفي هذا الصدد، قال موهيت ياداف، سكرتير ملحق بوزارة الشؤون الخارجية الهندية، إن "مجال محاربة الإرهاب والتطرف يعد محورا جوهريا في العلاقات الثنائية، إذ يحتل هذا الموضوع حيزا كبيرا في السياسات العمومية التي تخص جميع دول العالم"، مضيفا أن "الهند تعمل على تدعيم العلاقات المشتركة في هذا المجال الحيوي، الأمر الذي يجعل المملكة المغربية شريكا أساسيا في عملية تجفيف منابع التشدد الديني". وأكد ياداف، خلال اللقاء الذي أجرته معه جريدة هسبريس الإلكترونية بالعاصمة الهندية، أن "الهند والمغرب يعملان على تجاوز العراقيل التي قد تعترض العلاقات الثنائية؛ ومن ثمة نشتغل على تطوير العلاقات المشتركة في المستقبل القريب"، واصفا المغرب بأنه "دولة شريكة في هذا الميدان"، قبل أن يسترسل قائلا إن "التعاون بين البلدين مبني أيضا على حاجيات القارة الإفريقية، فضلا عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات". وأوضح سكرتير وزارة الشؤون الخارجية المسؤول عن التعاون الهندي في القارة السمراء أن "الحكومة الهندية سطرت مجموعة من الالتزامات التي تعمل على تحقيقها في القارة الإفريقية بمعية شركائها؛ من بينها تحسين الفلاحة الإفريقية وتدعيم الطاقات المتجددة في القارة، وكذلك تعزيز الشراكة الاقتصادية، علاوة على محاربة الإرهاب وإحقاق السلام"، مشيرا إلى أن "الهند تتوفر على عشرات المشاريع الجديدة بالقارة السمراء، سواء تعلق الأمر ببرامج التدريب الثنائية أو توفير المنح للطلاب الأفارقة". كما تطرق المسؤول الهندي إلى حجم التعاون الإفريقي - الهندي، مشيرا إلى أن "عدد الأفارقة الذين تدربوا في الهند في مجموعة متنوعة من البرامج شملت العديد من التيمات وصل إلى 42336 إفريقيا، استفاد منها عشرات الطلبة والخبراء في ميدان الفيزياء والهندسة والطب وغيرها من المجالات". "فتحت الهند خط اعتمادات مع الدول الإفريقية ناهز 6.8 مليارات دولار أمريكي، مخصصة للمشاريع التنموية بالدرجة الأولى"، يضيف المسؤول الهندي، الذي أوضح أن "الهند تعهدت بإنجاز 44 مشروعا للطاقة الشمسية في العديد من الدول، بتكلفة مالية تقدر ب 1.66 مليار دولار، منها ثمانية مشاريع رأت النور حاليا"، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية حازت على قرابة 37 مشروعا في المجموع". ويرى سكرتير وزارة الشؤون الخارجية الهندية بأن "الجمهورية الهندية تولي أهمية كبرى للعلاقات الدبلوماسية مع القارة الإفريقية، تماشيا مع الالتزامات الثنائية بين الفواعل، إذ نسعى إلى تعزيز الاستثمارات بهذه القارة عبر بوابة المغرب، ذلك أن هنالك حزمة من المشاريع المشتركة مع المملكة المغربية".