بعد ترجيح عدد من الآراء أن يكون سبب خروج حزب التقدم والاشتراكية من الحكومة هو عدم قبوله بحقيبة وزارية واحدة كان يُرتقب أن ينالها في التعديل الحكومي الجاري التحضير له، نفى نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب "الكتاب" ذلك، وقال إن السبب الذي دفع الحزب إلى الخروج إلى المعارضة هو ضعف حكومة العثماني، وعدم انسجام مكوناتها. بنعبد الله، وبعد يوم واحد على خروج حزبه من الحكومة بشكل رسمي، عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب، جَلد حكومة العثماني، وقال: "منذ الشهور الأولى لم يكن هناك استعداد لأن تكون الحكومة منسجمة وقوية وقادرة على أن تبصم بحضورها على كافة المستويات". وأضاف بنعبد الله، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة سوس ماسة، أنه "منذ الشهور الأولى لعمل الحكومة تأكد أنه ليست هناك إمكانية للانسجام بين مكوناتها، وليس هناك استعداد للتوقيع على ميثاق أخلاقي يكون مرجعا للعمل، بناء على تصور البرنامج الحكومي المصادق عليه في البرلمان". وذهب بنعبد الله إلى القول إن حكومة العثماني لم يكن لديها استعداد لتكون حكومة إصلاح، وحكومة قوية قادرة على فرض نفسها، والتأثير على الساحة السياسية، والاستمرار في تأطير الفضاء السياسي والفضاء الاجتماعي بخطاب سياسي قوي. وعاد بنعبد الله إلى الصراعات التي نشبت خلال المدة الماضية من الولاية الحكومية الحالية بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، دون ذكرهما بالاسم والاكتفاء بتسميتهما ب"الطرفين الأساسيين في الحكومة"، معتبرا أن هذه الخلافات أثرت على عمل الحكومة. زعيم حزب "الكتاب" قام بمقارنة بين حكومة سعد الدين العثماني وحكومة سلفه عبد الإله بنكيران، حيث قال إن الساحة السياسية المغربية تعاني من "فراغ سياسي قاتل، في ظل الحكومة الحالية، مقارنة بالحكومة السابقة"، مضيفا أن "الصورة الوحيدة التي تعطيها هذه الحكومة هي صورة التطاحنات الداخلية والجدل العقيم، وليس هناك ما يطفو على السطح من إصلاحات كبرى، ولا تظهر أبدا أنها منسجمة، وأنها قادرة على دفع البلاد نحو الإصلاح". من جهة ثانية، قال بنعبد الله إن الدور الذي سيلعبه حزب التقدم والاشتراكية، الذي خرج إلى المعارضة بعد إحدى وعشرين سنة من مشاركته في الحكومات المتعاقبة، هو "المعارضة الوطنية البناءة الهادفة والمساندة لكل ما هو إيجابي في بلادنا".