قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إن قطاع التكوين المهني "في حاجة إلى التأهيل ليتماشى مع متطلبات سوق الشغل"، مشيرا إلى "ضرورة اعتماد مقاربة جديدة تعتمد التكوين عبر التمرس والتدرج، لتحسين قابلية تشغيل الشباب عبر مجموعة من البرامج والتكوينات التأهيلية قصيرة المدى". وخلال الجلسة الافتتاحية لندوة حول "التكوين بالتدرج والتمرس المهني.. الحصيلة والانتظارات"، انطلقت أمس بمراكش، أوضح المسؤول الحكومي نفسه أن "هذه المقاربة تتأسس على تنويع وتطوير وتحديث الطرائق البيداغوجية، وإحداث جيل جديد من مراكز التكوين المهني من خلال إنشاء مدن المهن والكفاءات". وتراهن هذه المقاربة التي تسعى إلى النهوض بالتكوين المهني لتحقيق المشروع التنموي الجديد على "خارطة طريق واضحة المعالم، تتأسس على خمسة محاور أساسية، منها تغيير التمثلات الخاطئة والسائدة عن هذا القطاع، كالصورة النمطية التي تحتقر المهن والحرف"، حسب تعبير أمزازي. وزاد وزير التربية الوطنية: "نسعى إلى جعل التكوين المهني مسارا لكل متعلم ولكل أسره حسب قدرات المتعلمين"، مضيفا: "نحن بصدد إرساء نظام لتوجيه مبكر نشيط، يمكن من اكتشاف المهن منذ نهاية المستوى الابتدائي، ويتمحور حول بناء المشروع الشخصي، الذي سيتم تطويره في الإعدادي والتأهيلي، ما سيساعد التلميذ على اختيار مسار مهني يشبع ميوله". إعادة الاعتبار للمهن والحرف كان موضوع تركيز للاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، إذ أكد عبد الحق المتوكل، عضو لجنة التكوين لدى "الباطرونا"، في تصريح لهسبريس، أن "نمط التكوين المهني كأداة لتحضير اليد العاملة ذات الكفاءة للمقاولة والاقتصاد الوطني آن الأوان لإعادة النظر فيه، لأنه الطريقة المثلى للوصول إلى سوق الشغل". وأورد المتوكل: "تجب العناية بالمتعلمين بمراكز التكوين بالتدرج، من حيث العمل على تغيير النظرة الخاطئة التي كرسها السلوك الرسمي والعامي عن هذه الفئة، باعتبار التكوين خاصا بالراسبين في مسارهم الدراسي"، مضيفا: "هذا خطأ فادح، فألمانيا وسويسرا جعلتا من التكوين بالتدرج والتكوينات المشتركة بين المقاولة والمركز محور طلبات الشباب". "لإرساء نموذج تنموي جديد، يجب تعميم التكوين بالتدرج بالتعليم العالي، لأن المهندسين والأطر العليا يخضع تكوينهم في العالم للتدريب بالممارسة"، يردف المتحدث ذاته؛ ولتحسين النظرة إلى هذه الفئة من الشباب التي تختار التكوين بالتدرج، يقترح "خصها بمنحة لضمان الكرامة". وتشكل هذه الندوة التي تنظم على مدى يومين فرصة لمناقشة الجوانب المرتبطة بتطوير وتحديث نمطي التكوين بالتدرج والتمرس المهني، للاستجابة للحاجيات السوسيو مهنية وخصوصية الجهات، ومتطلبات تشغيل الشباب وسوق الشغل، ونجاعة وفعالية هذين النمطين من التكوين، فضلا عن عقلنة وترشيد الموارد التي أصبحت من الأولويات الضرورية للفعاليات المهتمة بالتكوين المهني.