تواصل عناصر القيادة الجهوية للدرك الملكي بالدارالبيضاء، منذ السبت الماضي، التحقيق في فاجعة زناتة التي أودت بحياة عدد من الشباب الحالمين بالهجرة، الذين تم انتشال جثث عشرين منهم إلى حدود صباح اليوم الخميس. وبحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر دركية، فإن عدد الموقوفين من أفراد هذه العصابة بلغ حتى الآن ثمانية أشخاص، أحيلوا جميعهم على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، حيث سيتابعون بتهمة "تكوين شبكة إجرامية والاتجار بالبشر". وأوردت مصادرنا أن أربعة أشخاص ضمن هذه الشبكة يتحدرون من دوار حربيلي بجماعة عين حرودة، وفردين من ضواحي إقليم مديونة، أحدها سائق شاحنة والآخر مرافق له، وعضوين آخرين من إقليمقلعة السراغنة كانا يشتغلان وسيطين في الهجرة ويستقبلان الشبان الراغبين في "الحريڭ"، مضيفة أن مصالح الدرك الملكي تواصل تحقيقاتها في القضية للوصول إلى عناصر أخرى ضمن هذه الشبكة الإجرامية. في المقابل، ما زال عناصر الوقاية المدنية والسباحون المنقذون بشاطئ النحلة في الدارالبيضاء ينتشلون جثث الغرقى الذين قضوا في عرض البحر يوم السبت الماضي بعدما انقبل زورقهم المطاطي الذي كان سينقلهم إلى "الفردوس الأوروبي"، وقد بلغ عدد الجثث المنتشلة إلى حدود الساعة 20 جثة، ويبقى العدد قابلا للارتفاع بالنظر إلى عدد المرشحين للهجرة السرية الذين كانوا على متن الزورق. وبعد أن عثر اليوم الخميس على جثة شاب، كانت مياه المحيط الأطلسي قد لفظت أمس الأربعاء أربع جثث، وسط حسرة العائلات التي مازالت تترقب ظهور جثث أبنائها بعدما فقدت الأمل في العثور عليهم أحياء. ومازالت السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي تقوم بتمشيط المكان للبحث عن جثث الشبان الغرقى الذين كان حلمهم الوصول إلى أوروبا لتحسين ظروفهم المعيشية، لكن الأقدار شاءت أن يلقوا حتفهم غرقا في المحيط الأطلسي. وحلت مجموعة من أسر الضحايا منذ الإثنين بشاطئ النحلة من أجل معرفة مصير أبنائها، حيث عم الحزن وكان البكاء سيد الموقف، وعلت الحسرة وجوه الجميع الذين ظلوا يترقبون أن يلفظ المحيط جثث أقاربهم للعودة بها إلى مناطق سكناهم قصد دفنها.