انضمت الطفولة المغربية إلى "المسيرة العالمية من أجل المناخ" التي تخوضها الحركة التلاميذية العالمية؛ فقد شهدت 117 عاصمة، من بينها الرباط، "احتجاجات وأنشطة تنبه العالم إلى المخاطر القائمة، وتحث الحكومات والشركات الكبرى على زيادة الجهود بشكل عاجل بشأن مواجهة التغير المناخي". وخرجت العشرات من جمعيات المجتمع المدني ومنظمة العفو الدولية (أمنيستي) إلى شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، مساء اليوم الجمعة، لمطالبة الحكومة ب"اتخاذ خطوات جريئة للتخفيف من حدة المشاكل القائمة"، والتحذير من "التأثيرات الوخيمة والمدمرة للتغير المناخي التي لا تقتصر على البيئة فقط، بل تشمل أيضا رفاهية الحياة الخاصة". ورفع الأطفال الذي جاؤوا من مختلف مناطق المغرب، ضمن إطارات جمعوية قانونية، شعارات منددة بالوضع القائم، من قبيل: "البيئة لنا جميعا .. حافظوا عليها"، و"المناخ لنا جميعا .. حمايته تعنينا جميعا"، معلنين مساندتهم ل"نداء الطفلة الدنماركية غريتا ثانبرغ، التي كانت السباقة لمطالبة التلاميذ بالتظاهر من أجل البيئة". وتندرج هذه التظاهرة ضمن حملة عالمية سميت ب"تظاهرات يوم الجمعة من أجل المستقبل"، بقيادة طفلة دانماركية، تناشد حكومات مختلف بلدان العالم "ضرورة التدخل من أجل تخفيض درجة حرارة الأرض، والعمل على تحسين ظروف العيش على المستوى البيئي بالنسبة لجميع الأجيال اللاحقة". وفي هذا السياق، قال محمد السكتاوي، مدير فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، إن "المظاهرات تجري بكثير من الدول، تنظمها الحركة التلاميذية العالمية بقيادة فتاة"، مشيرا إلى أن "الأطفال يطالبون الأحزاب والحكومة والفاعلين الاقتصاديين بمختلف بقاع المعمور بإيلاء الأهمية اللازمة للبيئة والمناخ". وأضاف السكتاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الطفلة التي تقود الحملة منحتها منظمة "أمنيستي" جائزة "ضمير" المرموقة، التي سبق أن سلمت للزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، مشيرا إلى أن "العالم كله أمام المحك، والحكومة المغربية عليها أن تنفذ ما جاء من توصيات ضمن قمم المناخ". وطالب الفاعل الحقوقي ذاته ب"ترجمة كل ما صادق عليه المغرب في هذا الباب على أرض الواقع، عبر توعية الشباب والمساهمة في تخفيض مستوى الحرارة بالعالم، فضلا عن الضغط على الدول الملوثة في المحافل الدولية من أجل تدارك إعدام جماعي للبشرية".