مازالت تداعيات توقيف طبيب النساء والتوليد، فريد قصيدي، عن العمل بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت تُثير مزيدا من الاحتقان بين النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، وذلك بعدما دعت النقابة إلى خوض إضراب "إقليمي إنذاري أولي" غدا الخميس، يشمل مختلف المؤسسات الصحية بالإقليم، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، تزامنا مع تنظيم المكتب الجهوي بسوس ماسة للنقابة ذاتها ل"قافلة التضامن والكرامة" نحو تزنيت، تليها وقفة احتجاجية أمام المستشفى الإقليمي. التحركات الاحتجاجية للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام جاءت "في إطار متابعة المكتب المحلي للنقابة للوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع الصحة بالإقليم، وأمام عجز الجهات الوصية عن اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المسؤول الإقليمي الذي تمادى في خرق القانون وتجاوز كل الأعراف الأخلاقية"، تقول النقابة ذاتها التي اعتبرت أن ذلك يؤثر سلبا على هذا القطاع الحيوي، ويهدد الاستقرار الاجتماعي والنفسي والمادي للأطر الصحية بالإقليم. وفي بيان له حمل عنوان "بيان الكرامة"، تتوفر عليه هسبريس، صبّ المكتب المحلي للنقابة ذاتها جام غضبه على المسؤول الأول عن الشأن الصحي الإقليمي بتزنيت؛ إذ اعتبر أن ما أقدم عليه المندوب من توقيف الدكتور فريد قصيدي عن العمل "ينعكس سلبا على العطاء الوظيفي للأطر الصحية التي تعاني من سلوكاته اللامسؤولة"، موردا أن المندوب "يُقدم مصلحته الخاصة وحساباته الضيقة على مصلحة الموفق العمومي والمواطن". وسجلت النقابة "عدم استجابة الوزارة الوصية لمطلب التراجع الفوري عن قرار التوقيف التعسفي والمجحف في حق الطبيب فريد قصيدي، وعدم فتح تحقيق فوري للوقوف على الخروقات والمغالطات التي تضمنها تقرير المندوب". وعبرت المكتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتزنيت عن تضامنه مع كل أطر قطاع الصحة بالإقليم وفي مختلف ربوع المملكة، "ضحايا التهديدات والحسابات الضيقة وتقديم المصلحة الخاصة والاضطهاد الإداري والتضييق على الحريات النقابية وكذا الاستنزاف المهني". وشجب "كل سلوك يمس الاستقرار المهني والنفسي والاجتماعي للأطر الصحية"، داعيا كل أطياف المجتمع المدني إلى "مزيد من الثقة ورصّ الصفوف دفاعا عن الصحة العمومية بإقليم تزنيت عامة، وبمصلحة الولادة بمستشفى الحسن الأول بتزنيت على وجه الخصوص".