نفت اللجنة المنظِّمَة ل"ملتقى دار الضّمانة الدّولي للذّكر والسّماع" ما ورَد في مقال يتحدّث عن استقبالها شيخا تركيّا يقول من "قبَّلَ يدي ضمنت له الجنّة"، موضّحة أن "ما نُسِبَ إلى الشيخ غير ثابتٍ ولا يعنيها في شيء، لأنَّهُ سبق أن أثيرَ في فبراير 2018 ضمن سياق تدافُعٍ إيديولوجي تُركي لا صلة لنا به". وقال محمد التّهامي الحراق، عضو اللّجنة المنظِّمَة للملتقى، إنّ الشَّيخَ نور الفاتح لم يُستدعَ بصفتِه الفكريّة بوصفِهِ داعية، بل استُدعِيَ، ومجموعَتَه، لأسلوبه السّماعيّ الذّكْرِيِّ المتميّز روحيّا وجماليّا، مضيفا أنّه تمّ الانفتاح عليه قصدَ التّعرّف عليه وإتاحة المقارَنة للباحثين، وتنويعِ العَرض السّماعيّ الرّوحي للمُشاهِدِ الوزّاني. وذكّر الحرّاق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن نور الفاتح سبق له أن جاء للمغرب مرّات عديدة، "كان على رأسها مشاركتُه في مهرجان الموسيقى الصوفية بفاس الذي ينظَّم تحت الرعاية الملكية السّامية"، وزاد: "من المفروض على كلِّ الغَيورين على المدينة والثّقافة الروحية المغربية الإسهامُ في إنجاحِ هذا الموعدِ الفكريّ والذِّكريّ". وأكّد محمد التهامي الحراق أنّ مواقفه الفكرية مبثوثة في كُتُبه، ويؤكّد عليها في برامجه الإذاعية والتّلفزيّة ومحاضراته، وتقضي بالتّمييز الجذري بينَ الرّوحانيّة والخُرافية، ثم استرسل قائلا: "بالتالي لا يمكنني على المستوى المعرفي، وبعيدا عن كلّ إيديولوجيا، القَبول معرفيّا، ودينيّا، وعَقديّا بأيّ شيء يمسُّ بروحانيّة الإسلام، من مِثل ما نُسِبَ بغيرِ تبَيُّنٍ للشّيخ نور الفاتح، الذي نُجَدِّدُ التّرحيب به، على غرار أخلاق المغاربة، مسلِما، ذاكرا، مسهِما في دعم القيم الرّوحانية والعَقلانية بعيدا عن كلّ تجديف أو تخريف". وانتقدَ الحرّاق "غضَّ الطّرف عن أيِّ إيجابية من إيجابيات الملتقى"، علما أنّ من الإيجابيِّ والاستثنائيّ إطلاق ملتقى يجمع بين الفِكر والذّكر، يستثمر الرّمزية الرّوحيّة الباذِخَة لوزّان "دار الضّمانة"، ويحاول أن ينفتح انطلاقا من هذا على الأبعادِ الفكريّة والجماليّة والاقتصادية التي من شأنها الإسهام في إعادة الاعتبار لمدينة عريقة مثلها، مضيفا أنّ هذا هو أفق الملتقى، الذي يدلّ عليه شعارُه: "القيم الرّوحيّة وتحدّيات العَصر". وتعليقا على ما رُوِّجَ حول اعتذار مجموعة "صفوة المحبّين" التي كان من المقرَّر أن تشارك في ملتقى دار الضّمانة الأوّلي للذّكر والسّماع، وضّح الحرّاق: "اعتذارَها كان لظروف خاصّة شخصيّة لرئيسِها الأستاذ علي الرباحي، الذي نَعدُّه مفخرة من مفاخر السّماع في المدينة وفي المغرب، وعلَما من أعلام الفنّ الرّوحي في بلادنا"، مضيفا أنّ "اللجنة المنظِّمَة تفهّمَت ظروفَه، وتحتفظ بإمكانية استضافته في فرصة تليق بوزّان وبعطائه المتمَيِّز". وشكر الحراق كلَّ الدّاعمين والمساهمين فرقا وأساتذةً محاضرين، راجيا "تفهُّمَ خصوصية التّجربة الأولى في مدينةٍ أصيلةٍ، نتمنّى أن يكونَ هذا الحدثُ فاتحة خير على بنياتها التّحتيّة، وسياحَتِها، وحركَتِها الثّقافية والاقتصادية". ورجا محمد التهامي الحراق الالتفات إلى المقاصِد الكبرى للملتقى، التي منها الإنعاشُ الثّقافيّ، والاقتصادي، والتّواصليّ بالمدينة، وإعادة تثمينِ تراثها الروحي بوصفه مصدرا من مصادر التّفكير لاستلهامِ قيم روحيّة كبرى نواجِه بها تحدّيات العصر، والتي هي: قيم المحبّة، والسّلام، ولاسيما قيمة التّعارُف التي تقوم مقام قيمة التّسامح، وهي القيمة التي أكّد على مركزيّتها الملك محمد السّادس أثناء زيارة البابا فرانسيس الأخيرة للمغرب، مضيفا أن من المتوقّع، أن يتِمَّ الانطلاق من الرّمزيّة الرّوحية لمدينة وزان من أجل ترسيخ هذه القيم على الصّعيد الوطني، ثم من خلال المرجعيّة الروحية المغربية على الصّعيد العالَمي.