شكلت الثانوية التقنية الإدريسي بمدينة أكادير، الإثنين، منطلقا لبرنامج الحملة التحسيسية بالمؤسسات التعليمية، في نسختها الثامنة، التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، والتي تنطلق يوم 23 شتنبر 2019 وإلى غاية 3 يونيو من سنة 2020، على أربع مراحل. وتروم هذه الحملة "مقاربة عدة قضايا تهم التلاميذ والناشئة في إطار انفتاح المؤسسة الأمنية على محيطها الخارجي، وخاصة المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية، بهدف التوعية وتشخيص ظاهرة العنف المدرسي وسبل معالجته، والأخطار المرتبطة بالاستعمال المعيب لشبكة الأنترنيت والجريمة الإلكترونية، ومخاطر استهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية، ودور الشرطة في حماية محيط المؤسسات التعليمية؛ فضلا عن تسليط الضوء على جريمة التحرش والاستغلال الجنسي للقاصرين"، وفق ما جاء في كلمة رضوان آستر، ضابط ممتاز بولاية أمن أكادير. وأضاف المسؤول الأمني أن الهدف الأسمى من هذه الحملة يبقى "إبراز السلوكيات الوقائية لتفادي الوقوع في الجريمة والانزلاق نحو الجنوح والإدمان، إلى جانب إرساء المدرسة المواطنة وكسر الصورة النمطية لرجل الأمن في ذهن التلاميذ، والمتمثلة في اعتباره رجلا للزجر والعقاب، وإعطاء الصورة الحقيقية المتمثلة في ضرورة اعتباره إنسانا تربويا وواحدا من أبناء الشعب وأبناء الوطن". وقدم الضابط الممتاز لمحة عن النسخة السابعة من هذه الحملة، إذ أبرز خلال عرضه أنها استهدفت 24107 تلاميذ، إلى جانب 361 جمعية في مختلف المجالات ذات الارتباط بالطفولة والعنف. كما بلغت نسبة زيارة المؤسسات التعليمية، بأسلاكها الثلاثة، 205.20 بالمائة (355 زيارة إلى 173 مؤسسة)، معتبرا أن الحملات السابقة أثّرت بشكل إيجابي على المستهدفين منها، وغيّرت سلوكياتهم نحو الأفضل، كما أشار إلى أن خلية التحسيس بولاية أمن أكادير ما فتئت تُلبي كل الدعوات من الجمعيات والمؤسسات الشريكة والتظاهرات التلاميذية، بالإضافة إلى تدخلها الدائم لحل سلسلة من المشاكل داخل المؤسسات، بعروض وأنشطة تحسيسية ذات راهنية، وخارجها، بتنسيق مع الفرق المختلطة للأمن، وعملا بتوجهات الإدارة العامة للأمن الوطني. وتناول عرض ثان للمسؤول ذاته، حضره مسؤولون أمنيون، إلى جانب المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ورؤساء المصالح بها وعدة فاعلين جمعويين، موضوع "المواطنة الرقمية"، الذي يهدف بحسبه إلى حث التلاميذ على الاستعمال السليم للأنترنيت، وتجنب استعماله السلبي؛ وذلك "باعتبار هذا التوجه وسيلة من وسائل الرقي بالمواطن، حتى يصير مواطنا رقميا صالحا". وسبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن أطلقت في يونيو 2012 برنامجا للتوعية في الوسط المدرسي، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، يهدف إلى زيارة مختلف المؤسسات التعليمية للتعريف بأخطار الجريمة وتعزيز التنشئة السليمة.