عادت حركة 20 فبراير إلى التواصل مع جماهير طنجة بتنظيمها أمس الأحد فاتح يناير الجاري، لما أسمته بالوقفة التواصلية مع ساكنة طنجة بساحة التغيير، وذلك لتأطير المواطنين بخصوص ملف التدبير المفوض الذي أرهق كاهل الطنجيين بسبب الفواتير الخيالية التي يجد المواطن نفسه مجبرا على تأديتها نهاية كل شهر. الوقفة التي سبقتها مسيرة تعبوية بالأحياء المجاورة لساحة التغيير عرفت إنزالا لعشرات السلفيين الذين انضموا لشباب الحركة ورفعوا شعارات مطالبة بإطلاق سراح ما يسمونه بسجناء الرأي والعقيدة ،ليعيدوا إلى الواجهة أحد أهم الملفات الحقوقية بلادنا ،ملف عرف خروقات بالجملة وزج بآلاف الأبرياء في السجون والمعتقلات ،حيث كانت جل لافتاتهم وأشكالهم التعبيرية تلفت الانتباه إلى قضيتهم المركزية. وذالك ما أكده رضوان العروسي المعتقل السابق ضمن ملف ما يعرف بالسلفية الجهادية ،حيث ذكر في جوابه عن سؤال هسبريس حول ما إذا كانت مشاركتهم تأتي في سياق دعم مطالب حركة 20 فبراير وأرضيتها التأسيسية :" نحن جزء من هذا الشعب و حركة 20 فبراير حركة شعبية ومطالبنا تبنتها الحركة لذلك شاركنا منذ البداية في مسيراتها وإشكالها كمكون من الشعب وليس كهيئة داعمة ". وعن مستقبل العلاقة مع التنسيقية الداعمة قال :"إن رأى إخواننا في التنسيقية أن نشاركهم في مجالسهم ونساهم باقتراحاتنا فنحن مستعدون لذلك"، وعن ارتباط الإنزال السلفي بمسألة انسحاب العدل والإحسان ذكر "لا يوجد إنزال ،نحن نساهم مع الحركة بما توفر وحسب إمكانياتنا ،قد تختلف نسبة المشاركة حسب الظروف ،أما مكون العدل و الإحسان فهو مكون نحترمه كما نحترم قراره ،كان دعامة أساسية للحركة لكنه في النهاية اختار الانسحاب وهذا شيء يخصه". هذا وقد بذل شباب الحركة مجهودات كبيرة لإقناع السلفيين بالتخلي عن شعاراتهم الخاصة والانضمام إلى الشكل المركزي وهو ما لم يفلحوا فيه، حيث احتفظ السلفيون بمسافة عن الشباب وأحضروا مكبرات الصوت الخاصة بهم ،كما أقاموا صلاة المغرب في الشارع في مشهد لم نشهده منذ أيام الاعتصامات التي كانت تخوضها الحركة في الساحة ذاتها.