في خضمّ تزايد منسوب الإسلاموفوبيا في الغرب، وتحوّلها إلى أعمال عنف ضد المسلمين في الدول الغربية، على غرار الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة خمسين مسلما وجرح عشرات آخرين أثناء هجوم على مسجد في نيوزلندا، التأم سفراء الدول الإسلامية بالرباط، لبحث سبُل مواجهة مدّ الإسلاموفوبيا. المبادرة الرامية إلى إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، وإشاعة روح التسامح والحوار الحضاري، اقترحها الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي، بصفته رئيسا لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتبنّاها رؤساء برلمانات ومجالس دول الاتحاد. الحبيب المالكي قال في كلمة خلال اللقاء التواصلي المنعقد بمقر مجلس النواب بالعاصمة الرباط، حول موضوع "نحو إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا ومن أجل التسامح"، إنّ هذا اللقاء يأتي "في سياق الدفاع عن شعوبنا وبلداننا الإسلامية والجاليات والأقليات المسلمة في البلدان غير الإسلامية". وكانت اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اعتمدت مبادرة إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا. ويأمل الاتحاد تفعيل هذه المبادرة على مستوى منظمة الأممالمتحدة ووكالاتها الخاصة، كاليونسكو، وآلية الأممالمتحدة لحوار وتحالف الحضارات، التي يمثلها وزير الخارجية الإسباني السابق ميغيل أنخيل موراتينوس. وقال الحبيب المالكي إن الغاية من إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا ومن أجل حوار الحضارات والتسامح، المتبنّى من طرف 69 مجلسا تشريعيا بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، هي أن يكون مناسبة دولية للدعوة إلى التسامح والتعايش والتعريف باعتدال الدين الإسلامي ورفض الخطابات التي تلصق بالمسلمين، "والتي تتخذ من إيديولوجية الترهيب والتخويف من الإسلام عقيدة لها". واستطرد رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بأنّ "الشعور بالخوف من الإسلام والمسلمين في البلدان غير الإسلامية انتقل إلى حالة من الكراهية لمظاهر الدين والحضارة الإسلاميين والتحريض ضدهما، ثم التمييز ضد المسلمين في مختلف مظاهر الحياة، ثم إلى أعمال إرهابية وعنيفة يرتكبها غلاة يمينيون متطرفون ضد المسلمين كما حدث في أحد مساجد نيوزلندا خلال شهر مارس الماضي". وبدا المالكي متفائلا بشأن صدّ مدّ الإسلاموفوبيا، رغم أنها أصبحت تكتسي صفة الظاهرة، لأنها، يردف المتحدث، "تجد نفسها محاصرة ومطوّقة، في الغرب كما في الشرق، من عدد هائل من صناع الفكر ومن أصحاب الضمائر الحرة ومن السياسيين ومن المنظمات السياسية والمدنية، ومن المؤسسات الرسمية والعمومية، ومن السلطات". من جهته قال ممثل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إنّ المنظمة تدعم مبادرة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بإقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، مشيرا إلى أنّها "ما فتئت تحذر من هذه الظاهرة، وتعمل على محاربة الصور النمطية عن المسلمين". ونبّه المتحدث ذاته إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تهدد السلم في العالم، وتهدد العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتهدد الأمن والسلام الدوليين؛ وهو ما يستدعي تضافر وتكثيف جهود جميع المؤسسات المعنية لمواجهتها، مضيفا: "الذين يمارسون الإسلاموفوبيا هم جماعات كارهة للسلام ولحقوق الإنسان".