بالتزامن مع عرضه في القاعات السينمائية المغربية، لا يزال فيلم "كيليكيس دوار البوم" يتربع على عرش المهرجانات السينمائية بتتويجه في كل المشاركات بجوائز المهرجانات التي شارك فيها. اليوم يأتي التتويج من الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث فاز الفيلم لمخرجه عز العرب العلوي بجائزة أحسن دور رجالي، والتي توج بها الممثل محمد الرزين، ضمن فعاليات المهرجان الدولي مونتكومري بأمريكا. وتدور أحداث الشريط (115 دقيقة) حول سكان قرية مغربية (دوار البوم) توجد بين جبال الأطلس الكبير، يقضون حياتهم في التناوب على حراسة سجن يربطه بالدوار جسر معلق في الهواء على واد سحيق، ليختار المخرج تسليط عدسات الكاميرا على قصة البطل "سعيد"؛ وهو رجل بسيط، لم ينل حظه من الدراسة، يقضي حياته في التناوب مع حراس السجن الآخرين على بوابة المعتقل. يحب سعيد، الذي يساعده فقيه الدوار على دفن الموتى، عمله بحماس ويدافع عنه ويؤكد على وطنيته بحراسة من يعتقد أنهم يشكلون خطرا على أمن الوطن، ليدرك في الأخير أن "دوار البوم" هو في الحقيقة سجن كبير يحتجز الجميع حراسا ومعتقلين. واختار العلوي، في فيلمه، قتل الصفة التقريرية الواقعية للفيلم بتفادي تعيين موطن جغرافي للأحداث وتغييب الاسم المعروف للسجن، وأطلق على القرية "دوار البوم"، كناية عن لعنة جماعية تلف ساكنة منسية معزولة تفاقمت مأساتها مع إعلاء سور السجن بمحاذاتها؛ وهو ما جعل حياتها تمر في التناوب على حراسة سجن يربطه بالدوار جسر معلق في الهواء. وصوّر العلوي وقع هذا العنف المادي بتداعياته الرمزية والمعنوية على القرية التي حكم عليها بالصمت وعلى حكاياها بالظلام.. اختار شخصياته من حراس السجن الذين تكفي عربداتهم الليلية وكوابيسهم للإيماء بما يحدث في نهارهم داخل الزنازين معدومة الضوء، وممن تبقى من ساكنة بعد رحيل معظمهم إلى مكان يتسع فيه الحلم. تجدر الإشارة إلى أن "كيليكس.. دوار البوم" حاز على عدد من الجوائز؛ آخرها الجائزة الكبرى لمهرجان القمة السينمائي الدولي نيسفييل بصربيا، وجائزة أفضل إخراج بمهرجان "وهران الدولي للفيلم العربي". كما شارك الفيلم بعدد من المهرجانات الدولية بكل من إيطاليا وفرنسا وأمريكا وإنجلترا وسويسرا والهند ورواندا وكندا والمكسيك والبنغلاديش وغيرها.