أكد عبد الرحمن طنكول رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة أن إبداعات نجيب محفوظ استطاعت أن تؤرخ للمخيال العربي أكثر من الواقع. واعتبر طنكول في لقاء ثقافي نظمه مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل بشراكة مع المركز الثقافي المصري احتفاء بالذكرى المئوية للروائي نجيب محفوظ، أن هذا الأديب كان يستحق جائزة نوبل للآداب لأنه تمكن من خلال أعماله المتعددة أن يوطن للمخيال العربي في الإبداع العربي. وأشار خلال هذا اللقاء الذي نظم تحت عنوان ""كيف يقرأ النقد المغربي نجيب محفوظ" إلى أن هذا المبدع المصري استطاع أن يغلب الجانب اللامرئي على المرئي في كتاباته، فالكاتب الحقيقي بالنسبة لطنكول هو الذي يستطيع النفاذ إلى أسرار اللامرئي. وقال "إنه لا يمكن أن نضع أعمال نجيب محفوظ في خانة الآداب الواقعي والاجتماعي لأنها تنفلت من إطارات هذه التصنيفات و تجعلنا ندرك أن الواقع يتجاوز المخيال". من جانبه أكد محمد بركات، مدير المركز الثقافي المصري، أن هذا اللقاء ماهو إلا استمرارية لاحتفالية بالجزء الأغر من تاريخ الثقافة العربية والحلقة الذهبية من مسيرة الرواية العربية "نجيب محفوظ". وأضاف أن الثقافة العربية الزاخرة والجديرة بالمتابعة والتفاعل، مدينة بكل الفضل لأولئك الذين صنعوها ومنحوها مقومات الولوج إلى عالم الخلود، معتبرا أن الاحتفاء بمئوية نجيب محفوظ بجامعة ابن طفيل بمشاركة نخبة من أساتذة الفكر والآدب تعد تجسيدا لروح التعاون والتواصل المصري المغربي. من جهته أكد عبد الحنين بلحاج عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالقنيطرة ،أن الاحتفاء بمئوية نجيب محفوظ احتفاء بقيمة ونوعية العطاء الإبداعي ومسار وتاريخ الرواية العربية. وأشاد بدور مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة بكلية الآداب والعلوم الانسانية الذي ينخرط بفضل تنظيم مثل هذه اللقاءات في أسئلة الإبداع واللغة ويحقق المعادلة بين البحث العلمي والسؤال الثقافي. أما زهور كرام، رئيسة مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، فأكدت أن المختبر يحاول من خلال هذا اللقاء استعادة مسار مبدع كبير وعلامة بارزة في المشهد القصصي والروائي في العالم العربي والتي وصلت إلى العالمية. وأشارت إلى أنه فضلا عن الاحتفاء بمئوية نجيب محفوظ، فهذا اللقاء يعتبر ايضا احتفاء بالنقد المغربي الذي بدأ يشكل علامة قوية الحضور على المستوى العربي. و تميز هذا اللقاء بعرض شريط تسجيلي حول الأديب الراحل، فضلا عن تقديم مجموعة من العروض التي تمحورت على الخصوص حول "هل من نجيب محفوظ عربي في القرن الواحد والعشرين?" و"صورة المرأة في روايات نجيب محفوظ" و "روايات نجيب محفوظ وتمثل التاريخ" و" نجيب محفوظ من المحلية إلى العالمية".