أمتع الجوف الفيلارموني (سمفونيات)، بقيادة المايسترو توم كوهين، جمهور مدينة الدارالبيضاء، مساء الخميس بفضاء هيبيدروم، بحفل قدمت فيه مقطوعات منتقاة من الريبرتوار الغنائي المغربي. في هذا الحفل، الذي شهد أداء أغان مغربية تم تجديدها وإعادة توزيعها، كان دخول المايسترو كوهين إلى الخشبة احتفاليا، تحت تصفيقات الحضور، الذي كان متلهفا لأن يعيش لحظات موسيقية وفنية ممتعة وغير مسبوقة، أبانت عن رغبة قوية في تحديث الموسيقى المغربية ونقلها إلى العالمية. الساعتان ونصف اللتان استغرقهما الحفل، لم تخيبا توقعات عشاق التراث الموسيقي المغربي، اللذين انتقلوا في هذه الأمسية عبر بسائط بين خالدات الأغاني التراثية المغربية، في سفر افتتحه الجوق ب "فرحة ورززات" للراحل الجيلالي بلمهدي (2018-1934). وجمع الحفل، الذي نظمته جمعية (أفيمباس)، حوالي أربعين موسيقيا مغربيا وأجنبيا، بهدف تعريف العالم بالموسيقى المغربية، تحت شعار التعدد وتلاقح الثقافات والشغف المشترك والقيم الكونية. وشارك في إحياء هذه الأمسية، أربعة فنانين مميزين أدوا أشهر الأغاني الكلاسيكية المغربية والأندلسية، هم نبيلة معان وسناء مرحاتي ونيتا الكيام ومحمد العسري. وفي تصريح صحفي بالمناسبة، اعتبرت الفنانة المغربية سناء مرحاتي أن "الملحون والطرب الأندلسي بكل ألقهما وتنوعهما يشكلان تراثا يستحق أن يعرف به عبر العالم من خلال مبادرات كهذه". وأضافت أن "المغرب في حاجة إلى تنظيم مهرجانات خاصة بهذين اللونين الموسيقيين اللذين يساهمان بشكل قوي في إشعاع المملكة والثقافة الوطنية وتراثنا الموسيقي العريق". وفي لفتة تكريم للعاصمة الاقتصادية للمملكة، اختتم الحفل بالأغنية الشهيرة "دار البيضا"، التي تعود للمغني ألبير سويسة، بحضور نخبة من الشخصيات بالمدينة.