انطلقت مساء أمس الخميس بمدينة الصويرة فعاليات الدورة ال 15 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، التي تعرف مشاركة حوالي مائة فنان موسيقي ومغني سيتحفون الجمهور بأغاني وألحان مستوحاة من التراث العربي اليهودي الغني والأصيل. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة إلى غاية ال28 أكتوبر الجاري من قبل جمعية الصويرة موغادور، بتنظيم سهرة فنية متميزة أحيتها أوركسترا محمد البريهي بقيادة أنس العطار، أحد أعمدة الموسيقى الأندلسية، من خلال العزف على آلة الرباب التي تعود للقرن الثامن عشر ميلادي، مصحوبا بفرقة الكورال المرموقة "عشاق الموسيقى الأندلسية" والمنشد أحمد مربوح. كما استمتع الجمهور بوصلات فنية من أداء الفنانين بنيامين بوزاكلو وحي كوركوس رفقة نجمة فن الملحون سناء مرحاتي والذين أتحفوا الحضور بأعمال فنية لسامي المغربي وألبيرت سويسا وسليم الهلالي. وعرف حفل الافتتاح حضور على الخصوص مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور وسفيري فلسطين وقطر بالمغرب وعامل إقليمالصويرة عادل المالكي وشخصيات أخرى. وفي كلمة بهذه المناسبة، أكدت كوثر شاكر بنعمارة، المديرة الفنية للمهرجان ، أن هذا الموعد الثقافي يسعى من خلال موسيقى أصيلة وعريقة إلى استحضار التاريخ المشرق للأندلس التي شكلت ملتقى لتعايش الديانات الثلاثة وحقبة ميزت تاريخ الانسانية. وأضافت أن المسلمين واليهود بالمغرب كانوا ولازالوا يتغنون بقيم السلم والايخاء والمحبة والتعايش، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يعرف فيه العالم انتشار نزعات وتيارات تحرض على الكراهية ونبذ الآخر ، تشكل مدينة الصويرة والمغرب بشكل عام استثناء بفضل دستور المملكة الذي يؤكد على الطابع التعددي للهوية المغربية. وتروم هذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي تضم هذه السنة برمجة متنوعة وغنية تضم 12 حفلا موسيقيا متميزا، ابراز مكانة مدينة الصويرة باعتبارها الفضاء الوحيد في العالم الذي لازال فيه المسلمون واليهود يتعايشون ويستحضرون ذكريات خالدة لقرون عدة من العيش المشترك. ويعتبر هذا الموعد الفني السنوي، المنظم من قبل جمعية الصويرة موغادور ، فضاء لإشاعة قيم المحبة من خلال الموسيقى بجمعه في الآن نفسه بين فنانين مسلمين ويهود، وذلك في جو من الحميمية والاحتفال والأخوة. وتمكنت جمعية الصويرة موغادور، خلال هذه الدورة من انتقاء ثلة من الفنانين المرموقين، الذين سيحرصون على استحضار، خلال هذا الحدث الثقافي، التراث الموسيقي والفني الذي كتب ونسج لقرون من قبل موسيقيين وشعراء مسلمين ويهود. كما تعد هذه التظاهرة حفلا للذاكرة التي تتيح الفرصة للتناوب بين "الآلة" و" الشعبي " و"الغرناطي" و"الحوزي"، ولكل الموسيقى الأندلسية التي استطاعت أن تواجه وتصمد في وجه تقلبات الزمن. ويتميز برنامج هذه الدورة، أيضا، بأداء مشترك لأيقونتان مغربيتان وهما رايموند البيضاوية والحاجة الحمداوية، وأيضا المايسترو أحمد الشرقاني رفقة مجموعته، علاوة على المجموعتين " هابيوت" و" أندلوسيوس" اللتين تضمان ثلاثين فنانا مغنيا وموسيقيا يهوديا. كما سيلتئم على نفس خشبة العرض كل من الفنانات حياة بوخريص والجزائرية ريم حقيقي والتونسية سيرين بنموسى، فضلا عن عرض خاص بالفن الاسباني الفلامينكو.