أمام بوابة المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بالمحمدية، لم يجد بعض المرضى المعوزين دعما ولا سندا لهم، فاختاروا أن يفترشوا الأرض ويلتحفون السماء، علهم يجدون راحتهم بعدما تركوا مرميين ببوابته. رجل خمسيني، كان يفترش الأرض بحوار المستشفى الإقليمي، وحده يعاني هناك في صمت، ولا من يلتفت إليه. يحكي هذا الرجل أنه يمكث منذ أيام في هذا المكان، ولحسن حظه أن وجوده تزامن مع أيام فصل الصيف. لا يقتصر الحال على هذا الرجل الخمسيني فحسب، بجوار هذه المؤسسة الصحية، يوجد يوميا عدد من الأشخاص المرضى والمعوزين الذين يحتاج بعضهم إلى الرعاية الطبية، والبعض الآخر يحتاج نقله إلى مؤسسة للرعاية الاجتماعية. مواطن آخر، يعاني من كسر في الرجل، وجد نفسه مرميا بعدما تكالبت عليه ظروف الحياة، لا يطلب شيئا سوى منحه حقه في التطبيب والعلاج، إذ يفترش "الكارطون" وينتظر التفاتة من طرف جهة من الجهات لمعالجته حتى يعود قادرًا على الحركة من جديد. وعلى الرغم من أن مصالح المستشفى تدخلت في وقت سابق لعلاج هذا المريض، فإن عدم توفره على أسرة وسكن عقّد وضعه؛ وهو ما يستوجب إعادة الالتفات إليه من جديد، ومساندته في تجاوز محنته، ونقله إلى إحدى دور الرعاية. وينتقد عدد من الفاعلين الجمعويين بمدينة المحمدية الطريقة التي يتم التعامل بها مع مثل هذه الحالات، سواء من لدن المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله أو من لدن باقي المصالح التي لا تكلف نفسها عناء نقل هؤلاء إلى مراكز الرعاية الاجتماعية أو عرضهم على إطباء للعلاج. ويطالب نشطاء جمعويين وحقوقيين ب"مدينة الزهور" الجهات الوصية على قطاع الصحة بضرورة الاهتمام والرعاية بأمثال هؤلاء المستضعفين والمهمشين الذين يفترشون الأرض بجوار المستشفى الإقليمي بشكل مستمر، والذين يحملون أمراضا خطيرة في غياب الدعم والمراقبة الصحية لهذه الفئة.