هاجر سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1441 سنة قمرية من مكة إلى يثرب فأقام صرح الدولة الإسلامية الأولى والمجتمع الإسلامي الأول، ثم بعد ذلك بستة قرون ونصف هاجر سبطه الحسن بن القاسم (الحسن الداخل) من ينبع بالحجاز إلى سجلماسة في المغرب فأقام أحفاده (السلاطين والملوك العلويون) صرح الدولة العلوية الشريفة بالمغرب. وقد قمت بإتمام الأبيات الشعرية لأهل يثرب "طلع البدر علينا * من ثنيات الوداع..." بالأبيات التالية: طلع البدر علينا *** من ثنيّات الوداع وجب الشكر علينا *** ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا *** جئت بالأمر المطاع جئت شرّفت المدينة *** مرحبا يا خير داع قدم السبط إلينا *** جاء من خير البقاع بسجلماسة أضحى *** صاحب الأمر المطاع له في المغرب ملك *** هاشمي في اتساع وله الشمس شعار *** قد أحيطت بالسباع والقصيدة هي على مجزوء بحر الرمل ووزنه: فعلاتن فعلاتن * فاعلاتن فاعلان. وفيما يلي شرح القصيدة: طلع البدر علينا * من ثنيات الوداع يُرحبُ الأنصارُ بمقدمِ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويشبهون قدومه إليهم بالبدر فيقولون: طلع البدر علينا، وجاء من "ثنيات الوداع" وهو اسم قديم جاهلي لمكان سمي لتوديع المسافرين وموقعها اليوم: تقع الثنية اليوم في قلب عمران المدينة ، ويكون على يسارك اليوم جبل سلع. وجب الشكر علينا * ما دعا لله داع يقولُون: وجبَ علينا شكرُ نعمةِ مقدمه – صلى الله عليه وسلم- كلما دعا لله داعٍ و ذكر اسمهُ من ناجاه. أيها المبعوث فينا * جئت بالأمر المطاع يُرحبُون به –صلى الله عليه وسلم- بقولهم: يا نبينا الذي بعثهُ الله فينا، قد جئتنا بأمرٍ سنطيعُ في تنفيذه لا محالة. جئت شرفت المدينة * مرحباً يا خير داع أي جئت يا رسول الله شرفت يثرب/المدينة. قدم السبط إلينا *** جاء من خير البقاع أي منذ حوالي 700 سنة قدم الشريف الحسن بن القاسم (الملقب بالداخل وهو الحسن بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم) إلى المغرب قادما من خير البقاع وهي بلاد الحرمين وبالضبط من ينبع النخل التي تقع على ساحل البحر الأحمر في ولاية المدينةالمنورة. ويوجد في ينبع النخل قبر الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب. بسجلماسة أضحى *** صاحب الأمر المطاع أي أن الشريف الحسن بن القاسم عندما دخل المغرب استقر في مدينة سجلماسة (اسمها تافيلالت الآن) وتقع في جنوب شرق المغرب، وقد استقدم الحسن الداخل من ينبع في الحجاز من قبل بعض سكان سجلماسة المغاربة ليكون إمامهم راجين بذلك أن تحل عليهم البركة لتحسين إنتاج التمور كون الحسن الداخل من سلالة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، وقد كان صاحب الأمر المطاع بينهم، كما أن مولاي الشريف (1589 - 1659) الذي ولد بسجلماسة، وهو المؤسس الفعلي لدولة العلويين الأشراف، كان وجيها و سيدا في قومه. له في المغرب ملك *** هاشمي في اتساع أي أن للأشراف العلويين أحفاد الحسن الداخل مُلكًا في المغرب، وهو مُلكٌ علوي هاشمي في اتساع. وله الشمس شعار *** قد أحيطت بالسباع أي أن شعار المملكة العلوية الشريفة في المغرب يتكون من: شمس في الوسط ويقف أسد على يمينها وأسد على يسارها وفي الشعار كتبت الآية القرآنية: إن تنصروا الله ينصركم. [email protected]