ووري الثرى، اليوم السبت، جثمان ابن حي بياضة بمدينة أسفي، الشاب المجند المسمى قيد حياته عبد الكبير حسبي، الذي يبلغ من العمر 22 سنة، والذي وافته المنية بثكنة التجنيد العسكري بمدينة مكناس. وكان الفقيد قد توفي يوم أمس الجمعة بثكنة التجنيد أياما قليلة بعد التحاقه بالخدمة العسكرية، ما خلف صدمة كبرى لدى عائلته وجيرانه وأصدقائه. ووصل جثمان الشاب إلى مدينة أسفي بعد صلاة مغرب اليوم قادما من العاصمة الإسماعيلية. وأوضحت مصادر هسبريس من مدينة أسفي أن المرحوم كان يعاني قيد حياته من مرض السكري المزمن، وأنه تعرض لطارئ صحي أسلم على إثره الروح إلى بارئها. وقالت والدة المتوفى لهسبريس خلال مراسيم الدفن وهي تذرف دموعا أبت أن تتوقف: "ابني حصل على شهادة الباكالوريا وديبلومات متعددة ولم تنصفه الحكومة المغربية، ورغم ذلك كان مبتهجا لحظة التحاقه بالخدمة العسكرية كواجب وطني". وزادت الأم المكلومة في فلذة كبدها: "كان يمني النفس بالترقي إلى مرتبة ضابط في نظام المؤسسة العسكرية، لكن إرادة رب العالمين كان لها قرار آخر حين اختطفه الموت مني". وأجمع أقرباؤه وأصدقاؤه على نبل قيم المرحوم الذي لم ينصفه وطنه، ورغم ذلك قرر الانتماء إلى المؤسسة العسكرية للدفاع عن بلده، وأكدوا أنه كان قيد حياته يتناول أدوية داء السكري، وطالبوا بفتح تحقيق دقيق في هذه القضية، على حد تصريحاتهم المتطابقة لهسبريس. وتعليقا على هذه الوفاة، قال حسن عابدات، رئيس المرصد المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات بأسفي، إن الشاب كان يعاني من مرض السكري ويحتاج لنظام غذائي خاص وممنوع عليه بذل مجهود لا يتناسب مع قدراته البدنية وحالته الصحية. وتابع الناشط الحقوقي ذاته، في تصريح خص به هسبريس، بأن "للمؤسسة العسكرية نظام خاص في التداريب والتغذية، فالأولى مرهقة، والثانية تخضع لتوقيت مضبوط يتنافى مع حاجيات المريض بداء السكري الذي يجب عليه أخذ حاجياتها من السعرات الحرارية بين حين وآخر ولا يجب أن يتعرض للإجهاد". وطالب عابدات بالكشف عن حيثيات وفاة عبد الكبير حسبي وتمكين أسرته وعائلته والرأي العام الوطني والمحلي من التقرير الذي سينجز بهذا الخصوص، على حد قوله لهسبريس.