أجرى الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، مباحثات بالعاصمة التايلاندية بانكوك، مع Prayut Chan-o-cha، الوزير الأول التايلاندي، بحضور عبد الإله حسني، سفير المملكة المغربية لدى تايلاند والكمبودج واللاووس وميانمار، المقيم في بانكوك. وأشار بلاغ صحافي إلى أن الجانبين شدّدا، خلال هذه المباحثات، على متانة العلاقات بين المملكتين المغربية والتايلاندية، وأكدا عزمهما العمل على تقويتها وتنويعها بما يخدم مصالح الشعبين والاستقرار والأمن الإقليمي والدولي. وبعد أن أثنى على التقدم والتطور الذي حققه المغرب في مختلف المجالات، أعرب الوزير الأول التايلاندي عن تطلع بلاده إلى تقوية المبادلات والتعاون بين البلدين، معتبرا أنه يمكن لتايلاند أن تكون إحدى قواعد المبادلات بالنسبة للمغرب في منطقة جنوب شرق آسيا، كما يمكن للمغرب أن يكون قاعدة وبوابة تايلاند نحو أوروبا وإفريقيا. وأشار المسؤول الوزاري التايلاندي إلى إمكانيات التعاون الثنائي في قطاعات السياحة، حيث يمكن تبادل الخبرات وتشجيع سياحة مواطني البلدين إلى المغرب وتايلاند، وفي مجال التربية والتكوين، وخاصة من خلال زيادة عدد الطلبة التايلانديين الذين يدرسون بالمغرب، واستقبال طلبة مغاربة بتايلاند، وفي مجال تكوين الأئمة التايلانديين بالمغرب؛ وقال في هذا الصدد إن "الأئمة التايلانديين يفضلون التكوين في المغرب، اعتبارا للاعتدال والتسامح والانفتاح الذي يميز البلد". واعتبر Prayut Chan-o-cha أن الفلاحة يمكن أن تشكل قطاعا واعدا للتعاون بين البلدين، بالنظر إلى إمكانياتهما، وبالنظر إلى الإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب من حيث الفوسفاط والمخصبات، كما أكد أن تايلاند تدعم تطلعات المغرب في الحصول على وضع شريك متقدم لبلدان منطقة جنوب شرق آسيا، وعلى وضع عضو ملاحظ في الجمعية البرلمانية لبلدان جنوب شرق أسيا. ودعا المتحدث ذاته إلى تنشيط مجلس الأعمال المغربي التايلاندي، واستشراف إمكانيات تبادل تنظيم المعارض في البلدين تشجيعا للمبادلات الثنائية، معربا عن شكره للمغرب على دعمه لتايلاند على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، كما بيّن جهود بلاده في تنمية مناطقها الجنوبية، ومشيرا إلى أهمية التعاون بين البلدين في مجال محاربة التطرف والإرهاب والأمن الإلكتروني ومحاربة الجريمة الإلكترونية. من جهته أكد الحبيب المالكي أن المغرب، كما تايلاند، يشهد إصلاحات سياسية هامة ترتكز على ديناميات اقتصادية ميسرة للتنمية والتطوير، ومبنية على تنويع الأنشطة، مبينا المكانة والدور الذي يلعبه البلدان في منطقتيهما الجيوسياسيتين. وبعد أن استعرض التحديات التي يعمل البَلَدَانِ على رفعها، من قبيل انعكاسات الاختلالات المناخية والهجرات، اعتبر المالكي أن الفلاحة والسياحة وعددا من الصناعات تشكل قطاعات واعدة في التعاون الثنائي بين البلدين، مبيّنا في هذا الصدد الإمكانيات والخبرات التي يتوفر عليها المغرب، ومذكرا في الوقت ذاته بأهمية قطاع الفوسفاط ودوره في تنمية الفلاحة في سياق دولي غير مستقر من حيث الأمن الغذائي. وأشار رئيس مجلس النواب إلى ما يتوفر عليه المغرب من بنيات تحتية مينائية يمكن تسخيرها في خدمة المبادلات التجارية مع تايلاند بفتح خط بحري بين موانئ هذا البلد والموانئ المغربية، داعيا إلى استكشاف إمكانية فتح خط جوي بين البلدين، ما من شأنه تيسير المبادلات البشرية والتدفقات السياحية في الوجهتين. وفي سياق استعراضه لما يميز المجتمع المغربي من تسامح واعتدال وانفتاح وتدبير الشأن الديني وفق المنهج الوسطي للإسلام، ذكر رئيس مجلس النواب أن أمير المؤمنين الملك محمد السادس يعتبر ضامنا لممارسة الشعائر الدينية وتعايشها في المغرب، مذكرا بأن المغرب أضحى وجهة لتكوين الأئمة من مختلف القارات بتعليمات من الملك، وبأن بلادنا، في هذا السياق، على استعداد لزيادة عدد الأئمة التايلانديين الذين يستفيدون من التكوين، خاصة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وكان الحبيب المالكي تباحث قبل ذلك مع نائب الوزير الأول التايلاندي، الذي أكد رغبة بلاده في توسيع التعاون والتبادل مع المغرب في مجال التربية والتكوين والثقافة والهندسة المعمارية، آمِلا في زيادة عدد الطلبة التايلانديين الذين يدرسون بالمغرب، ليس فقط في الدراسات الإسلامية، ولكن أيضا في مختلف حقول المعرفة وفي اللغات. من جانبه، أثنى الحبيب المالكي على الإرادة الصادقة لتايلاند لتعزيز علاقاتها مع المغرب في مختلف المجالات وتنويع حقول التعاون وتأطيره بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حتى تضمن له الاستمرارية والاستدامة، وحتى يتم التأسيس على التراكم في علاقات بلدين يلعبان دورا هاما في محيطيهما الجيوسياسين. يُشار إلى أن هذه المباحثات جرت على هامش مشاركة رئيس مجلس النواب في أشغال الدورة 40 للجمعية البرلمانية لبلدان جنوب شرق آسيا المنعقد في بانكوك.