عشيّة انعقاد القمّة السّابعة لمُؤتمر طوكيو الدّولي المعني بالتنمية، أبدت اليابان، مرّة أخرى، دعمها للمغرب في قضية الصحراء، إذ أكّد المدير العام لمديرية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية اليابانية، السفير كاتسوهيكو تكاهاشي، على موقف اليابان "الثابت والراسخ" بعدم اعترافها بجبهة البوليساريو. تجديد اليابان دعمها للمغرب يأتي في وقت سحبت العديد من القوى الدّولية اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية؛ لاسيما بلدان أمريكا اللاتينية، بعدما تمكّنت الدبلوماسية المغربية من تحييد مواقف مجموعة كبيرة منها. وسبق للسفير الياباني بالمغرب، تاكوجي هاناتاني، أن أكّد أنّ موقف بلاده من النزاع حول الصحراء "ثابت ولا يتغير"، وأنّ "اليابان لم تعترف إطلاقا ولن تعترف أبدا بجبهة البوليساريو، كما تدعم دائما قرارات مجلس الأمن ذات الصلة". ومُثمّنا دعوة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء، والتي جدّد من خلالها رغبته في الحوار بين المغرب والجزائر، وأعاد التأكيد عليها مؤخرا في خطاب العرش، قال السفير في تصريح سابق إنّه "يأمل أن تشهد العلاقات بين البلدين تحسّنا، ما سيساهم في تسوية قضية الصحراء". ويرى خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدّولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أنّ "الموقف الياباني ملتزم بالمقررات الدولية القائمة على انفراد الأممالمتحدة بحل القضية، وعلى احترام مبادئ القانون الدولي، التي تتناغم مع سعي اليابان إلى حل الأزمات بالسبل السلمية". وأكّد الشيات، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "تجديد اليابان دعمها للمغرب في قضيته الوطنية يتماشى بالأساس مع رغبتها في تمتين العلاقات معه، باعتباره بوابة لإفريقيا، وفق الطرح والرؤية التي وضعها جلالة الملك، والتي تُوّجت بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي"، مُضيفا أنّ "العلاقات المغربية اليابانية استثنائية، بالنظر إلى التباعد الجغرافي بين البلدين". وبغض النّظرعن هذا الواقع، يُضيف الشّيات، "حرص البلدان على تمتين العلاقة بينهما والحفاظ على استمراريتها، كما يمكن اعتبار إقحام المغرب في الرؤية التجارية اليابانية منذ سنة 2014 خطوة غيّرت مسار العلاقة نحو بعد إستراتيجي؛ يوجد المغرب في قلبه باعتباره بوابة إفريقية بامتياز". وأورد الشيات ضمن التّصريح ذاته أنّ "اليابان دولة عانت من محاولات العزلة ولها ذاكرة، كما أنّ توجّهاتها تتماشى مع الرؤية المغربية في أولوية الحفاظ على الوحدة الترابية وعدم الانسياق وراء أوهام الانفصال الذي لا يساعد على بناء منظومة دولية متجددة، ويقوم على أسس متجاوزة"، وزاد: "من المُؤسف ألاّ تكون اليابان عضوا دائما بمجلس الأمن، لأنّه زيادة على متانة علاقاتها مع الرباط، لها مبادئ نحترمها". *صحافية متدربة