على الرّغم من تشبُّث الطلبة بمقاطعة الامتحانات الاستدراكية وعزمهم العودة إلى ساحة الاحتجاجات، سيستأنف طلبة الطب والصيدلة الدراسة من خلال تنظيم ورشات التكوين الذاتي ابتداء من يوم الاثنين، والتي من المقرّر أن يستفيد منها جميع طلبة المملكة من أجل استدراك الدّروس الجامعية التي تعذّر عليهم حضورها. تراجع الحكومة عن برمجة دُروس استدراكية خلال العطلة الصيفية دفع طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى مُباشرة دروس استدراكية، ينظمونها ويُشرفون عليها بأنفسهم، بالمكتبات والحدائق العمومية والمقاهي الأدبية، بعد أن فوجئوا بإقفال قاعات القراءة بالكليات أمام مبادرتهم؛ وهو الشّيء الذي دفعهم إلى بحث عن أماكن بديلة. أيوب أبو بيجي، المنسّق الوطني لطلبة الطّب، قال إنّهُ "كان من المُقرّر أن تُنظّم هذه الدروس يوم 23 من شهر غشت، إلاّ أنّه تم تأجيل هذا الأمر بالنظّر إلى الصعوبات التي واجهتنا أثناء البحث عن أماكن مناسبة لإجراء الدّروس،" موردا في هذا الصدد "مُختلف المشاكل التي أصبحت تُواجه الطلبة؛ من قبيل تعنّت الكلية في تسليم الشواهد الجامعية والوثائق التي يحتاجونها". وأضاف أبو بيجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ الهدف الأساسي من ورشات التكوين الذاتي يتمثّلُ في "مواكبة التكوين والتحصيل العلمي في ظلّ غياب أيّ اهتمام بهذا الأمر من طرف الجهات المسؤولة. كما أنّ لا رغبة لهم في إنقاذ السنة الجامعية"، مشيرا إلى أنّ هذه الورشات "لن تعوض الدروس العلمية التي يتلقونها طيلة السنة الدراسية الجامعية، لكنها سوف تضمن للمستفيدين منها تكوينا كافيا في كل ما فاتهم". وسجّل المُتحدّث، ضمن التصريح ذاته، "الترحيب الكبير الذي لقيته المبادرة، خصوصا من طرف طلبة السنوات المتقدّمة، وكذا بعض الأطباء المقيمين والداخليين الذين عبّروا عن عزمهم الكبير في مساعدة الطلبة الجدد،" وزاد: "الأهم هو عدم الاستسلام، والتنسيقية تدق جميع الأبواب الممكنة من أجل التوصل إلى حلّ نهائي للأزمة في القريب العاجل، ونتمنى أن يكون رد إيجابيّ في المستقبل". ويستمر رفض الطلبة لمقترح الحكومة بالعودة إلى مدرجات الدراسة الجامعية من خلال إجراء الامتحانات الاستدراكية، في الرابع من شهر شتنبر المقبل؛ إذ إنه المُنتظر أن يُنظّموا مسيرة احتجاجية ممركزة بشوارع العاصمة الرّباط ضد ما أسموه "باستهتار وتماطل كل من وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة في الاستجابة لمطالبهم المشروعة". *صحافية متدربة