موجة من التهكم رافقت إعلان ميلاد حزب جديد يعزز المشهد السياسي المغربي، أطلق عليه الواقفون وراءه "حزب الحب العالمي". انتقادات عديدة، وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من هذه المبادرة التي قادها مجموعة من الشباب والفاعلين المدنيين، على اعتبار أن هذا الحزب يروم حسب مؤسسيه "إشاعة الحب والعواطف الإيجابية في الأسرة، في الحي، في المدرسة، في العمل، وفي المجتمع ككل". واعتبر العديد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا الحزب الجديد الهدف منه "تمييع المشهد السياسي أكثر مما هو عليه اليوم"، إذ كتب عبد الله الحرش في صفحته على "فيسبوك": "الهدف من تأسيس الأحزاب كان دائما هو تعبئة الجماهير من أجل مطالب جماعية مثل: الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية، الديمقراطية. وأسماء الأحزاب كانت دائما عندها واحد الرهبة عند المتلقي لي هو النظام". وتابع المتحدث وهو يعلق على اسم حزب الحب العالمي: "واش بهاذ الاسم غادي نعبئو الجماهير! واش بالبضاض غادي نحاربو الفساد؟ ولا بجادوغ غادي نغيرو الدستور؟ وثانيا واش الحب مطلب جماعي ولا فردي؟ واش عندنا مشكل ديال الحب؟ ياك حنا شعب كنحبو بالفطرة! المناضلين كيحبو الوطن، العياشة كيحبو الملك، الخوانجية كيحبو الله والرسول، البرجوازيين كيحبو المال حبا جما..إوا علاش مصدعينا؟!". أما الصحافي هشام تسمارت فكتب معلقا على المولود السياسي الجديد: "أحدث فصل من فصول التهريج المغربي: حزب الحب العالمي. لو تعلق الأمر بجمعية ومنظمة غير حكومية لبدا الأمر مستساغا، لكن أن تجد أشخاصا عاقلين ينشطون سياسيا على هذا النحو فذاك من المضحك المبكي"، داعيا في إطار التهكم إلى "تأسيس حزب الكسكس المغربي، وبرنامجه العريض: دفع الدولة إلى الاعتناء بسنة الكسكسة وتخصيص برنامج وطني للتشجيع على تناول الوجبة". ولَم تقف التعليقات الساخرة والمتهكمة من هذا الحزب عند هذا الحد، إذ كتب أحدهم معلقا على خطوة هؤلاء النشطاء: "نشطاء نهار 14 فبراير عندهم عطلة..شروط الانتماء تكون عندك مشاعر زايدة، كتبغي كلشي من أول نظرة ومن أول لقاء..كبدة رهيفة وقلب هشيش..تعطف على إنسان.. حيوانات، ونبات والكائنات الحية وغير الحية". ويرى العديد من المتتبعين أن هذا الحزب يعكس ما يعيشه المشهد السياسي المغربي من تخبط وارتجالية وعدم قدرة على مسايرة تطلعات المغاربة، بينما يرى عبد الكريم سفير، وهو من مؤسسي هذا الحزب، أنه "مولود جديد نتمناه قيمة مضافة ونوعية إلى جانب القوى الحزبية والسياسية المحبة للخير والعدالة وترسيخ القيم السامية"، مؤكدا أنه "حزب في طور التأسيس قائم على الفلسفات الإيكولوجية وأخلاق العناية وأسس أخرى". وزاد المتحدث نفسه أن "زمن الكائن الإيكولوجي والمواطن البيئي لم يعد ترفا نخبويا كما يظن الكثيرون، بل أصبح خيارا إستراتيجيا في العالم بأسره، هدفه التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة، وحماية التنوع الإيكولوجي ونشر المحبة والسلام بين كل الكائنات".