شدّدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الإثنين على أهمية القيم "الإنسانية" في أوروبا، وذلك خلال مشاركتها في المجر في احتفالات الذكرى الثلاثين لانهيار الستار الحديدي في عام 1989. وقالت ميركل وبجانبها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي شهدت علاقتها به في السنوات الأخيرة مواجهات على خلفية ملف الهجرة، إن "النزهة الأوروبية" عند الحدود بين النمسا والمجر في عام 1989 تعكس قيم "التضامن والحرية والإنسانية في أوروبا". ونُظم الاحتفال الرسمي في سوبرون في ذكرى "النزهة الأوروبية" التي جرت في 1989 في هذه المدينة الصغيرة المحاذية للنمسا. وكان هذا الحدث شكل أول ثغرة في خط انقسام أوروبا إلى كتلتين بعد الحرب العالمية الثانية، وسمح بفرار جماعي لنحو 600 ألماني شرقي عن طريق المجر، هو الأول من نوعه منذ أن بني جدار برلين في العام 1961. وجاء الخطاب خلال قداس أقيم في المدينة احتفالا بالذكرى الثلاثين ل"النزهة الأوروبية" التي اعتبرت عاملا أساسيا في انهيار جدار برلين بعدها بثلاثة أشهر. ويشكل الاحتفال لقاءا نادرا بين زعيمين أوروبيين سياسيين مخضرمين، إذ تتولى ميركل السلطة في ألمانيا منذ العام 2005 بينما يتولى أوربان الحكم في المجر منذ العام 2010. وقد عقدا آخر اجتماع ثنائي في يوليوز 2018 في برلين التي وصلها أوربان في أول زيارة له حينها منذ ثلاث سنوات. وكان اللقاء متوترا خرجت خلاله الانقسامات بينهما إلى العلن وقد اتّهمت ميركل رئيس الوزراء المجري بأن سياساته المناهضة للهجرة لا تحترم "الإنسانية". وكان أوربان قد وجّه انتقادات حادة لقرار ميركل في عام 2015 فتح الحدود الألمانية أمام الهاربين من مناطق النزاع في الشرق الأوسط. التحرر من النير السوفياتي وفي خطابه الإثنين قال أوربان إن الأحداث التي وقعت قبل 30 عاما "مهّدت الطريق أمام توحيد ألمانيا". وتابع أن المجريين لطالما أدركوا أن "تحررنا من النير السوفياتي سيكون حتميا عندما تتوحّد ألمانيا". وعادت ميركل بالذاكرة إلى الحملة الترويجية للنزهة في عام 1989. واستذكرت "الضبابية والقلق" عندما تبيّن أن النزهة تحوّلت إلى عملية فرار جماعي إلى الغرب. وقالت ميركل "كان الجميع يعلم ما آلت إليه الانتفاضة في شرق ألمانيا في العام 1953، وكذلك الأمر الانتفاضة في المجر في عام 1956 وربيع براغ". وقد أشادت ب"شجاعة" و"إنسانية" حرس الحدود المجريين الذين لم يطلقوا النار على الحشود. وأثرت أحداث العام 1989 على الزعيمين اللذين اعتمدا مذّاك خطين سياسيين متباينين. ورسّخت معاناة ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية قناعتها بالقيم الليبرالية السياسية والاقتصاد الحر. أما أوربان الذي دخل المعترك السياسي في العام 1989 كزعيم ليبرالي، فيرى في أحداث ذاك العام خطوة أولى باتّجاه استعادة دول أوروبا الشرقية سيادتها. والأسبوع الماضي قال المتحدث باسمها شتيفن سيبرت إن "الاختلاف في الآراء" بين الزعيمين حول قضايا مثل السياسة المعتمدة في ملف اللجوء معروفة لدى الجميع وإن الزعيمين سيتطرّقان للمستجدات الحالية خلال محادثاتهما. وعلى الرغم من التوتر السياسي بين الزعيمين تقيم ألمانيا والمجر علاقات اقتصادية وثيقة. وتُعتبر ألمانيا أكبر شريك تجاري للمجر وأحد أبرز المستثمرين الأجانب في البلاد بخاصة في قطاع صناعة السيارات.