زارت هسبريس عدة تجمعات سكنية بجماعة أرفالة التابعة إداريا لعمالة أزيلال، والتقت بعدد من المواطنين من قرى أولاد بوهكو وآيت اخليفة تسكدان وآيت حمو، عبّروا، في تصريحات متطابقة، عن مطالبهم الملحّة بتحقيق التنمية، كما أظهروا استياءهم من مظاهر التهميش والإقصاء التي تطالهم، ومن حالة مستوصف صحي أضحى لا يستجيب لطموحات الساكنة. وفي تصريح لهسبريس قال السطلاوي صالح إن الساكنة بأولاد بوهكو تعاني الأمرّين من وضعية مستوصف صحي خال من الأطر شبه الطبية والتجهيزات والأدوية، ما يزيد من معاناة المرضى الذين يضطرون إلى التنقل إلى أماكن مجاورة كأولاد عياد وسوق السبت أولاد النمة لتلقي بعض العلاجات البسيطة، على حد قوله. وكشف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن المستوصف المذكور تعرض للتخريب بعد أن غادرته إحدى الممرضات منذ ما يزيد عن سنة، وأصبح نتيجة لذلك غير صالح لأن يستقبل المرضى والأطر التمريضية على حد سواء، خاصة بعدما تمّ نزع عداد الكهرباء منه، ونقل بعض المواد الطبية التي كانت بداخله إلى وجهة أخرى بالإقليم، ما حوّله إلى بناية فارغة . وأوضح المتحدث، في التصريح ذاته، أن النساء الحوامل والأطفال من بين الفئات الأكثر عرضة للمخاطر في ظل الوضع القائم، مستشهدا بحالة امرأة حامل لازالت ترقد بالمستشفى الجهوي ببني ملال، فقدت جنينها بسبب تعذر نقلها في الوقت المناسب. وكشف السطلاوي الوضع المزري لمسجد أولاد بوهكو الذي قال إن العقارب تسقط من جدرانه المهترئة؛ كما تحدث عن الحالة المهترئة لمدرسة الدوار، التي تفتقد حسب تصريحه لكل اللوازم الضرورية للتعلم، قائلا إن الساكنة تكلفت بصباغة الحائط لتعويض السبورة الخشبية، وإن التلاميذ يفترشون الأرض عوض الكراسي. واعتبر محمد بلكيور، وهو من القاطنين بالدوار، تردي الوضع الصحي مجرد وجه واحد من أوجه معاناة عدة تعيشها الساكنة، من ضمنها غياب المسالك والقناطر وضعف الإنارة العمومية بآيت حمو وآيت خليفة، واهتراء بناية المسجد والمدرسة، وقلة فرص الشغل؛ ما يزيد من محنة الساكنة أمام تعدد الحاجيات اليومية. ويطالب المصرحون بتوفير ممرض مداوم وإصلاح المستوصف مع مدّه باللوازم الطبية، وبذل الجهود في أفق تعزيز المنطقة بدار للولادة، كما يحثّون على ضرورة إعطاء الأولوية لإنجاز بعض القناطر التي بإمكانها ربط دواري آيت خليفة تسكدان وآيت حمو بمحيطهما، خاصة في فصل التساقطات، حيث غالبا ما تبقى معزولة لأكثر من عشرة أيام كلما حبلت الشعاب بمياه الأمطار. ودعا المشتكون من خلال جريدة هسبريس الإلكترونية الجهات المختصة والمجلس الجماعي إلى النظر في الأسباب التي كانت وراء موت نبتة التين الشوكي، (الهندية)، والعمل على توفير الأدوية المناسبة لها، لضمان استمرار هذه النبتة التي تعد مصدر رزق للعديد من سكان المنطقة. وأجمع المصرحون لجريدة هسبريس الإلكترونية على ضرورة إصلاح وترميم قنطرة أولاد بوهكو التي يقولون إن تاريخ إحداثها يفوق القرن، ما جعلها من المآثر التاريخية التي تجب صيانتها وحمايتها من بعض الأيادي التي سبق وحاولت العبث بها. ومن جانبه تحدث أبوكار مصطفى، رئيس جماعة أرفالة، في اتصال هاتفي بهسبريس، عن الوضع الهش للصحة بعدد من الدواوير التابعة للجماعة، قائلا إن "مستوصف أولاد بوهكو لا يختلف في شيء عن باقي مستوصفات الجماعة، التي تبقى وضعيتها شاذة وتحتاج إلى المزيد من الجهود من طرف كافة المتدخلين". ونبه المتحدث ذاته إلى البعد الرمزي والتاريخي لقنطرة أولاد بوهكو، والتمس من الجهات المعنية التدخل عاجلا للحفاظ على هذه المعلمة التي تشهد على حقبة وصفها ب"الفريدة" من تاريخ المنطقة. وذكر المتحدث ذاته أن المجلس الجماعي لآرفالة يواظب بمختلف أعضائه على تشخيص الحاجيات الضرورية للساكنة، وأن الأولوية غالبا ما تعطى للدواوير المتضررة والأكثر كثافة سكانية، ودعا المستشارين والفعاليات الجمعوية، كل من موقعه، إلى الانخراط في عمليات الترافع على الملفات المطلبية لدى كل الجهات المانحة، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني. وثمن رئيس جماعة آرفالة مجهودات كل المتدخلين في التنمية المحلية، خاصة- يقول- المجلس الإقليمي ومجلس جهة بني ملالخنيفرة، والسلطات الإقليمية التي كانت وراء تنزيل عدد من المشاريع التنموية بتراب الجماعة، والتي تفوق تكلفتها طاقة الجماعة وتندرج في إطار برنامج محاربة الفوارق المجالية.