نظم العشرات من سكان دوار أولاد بوهكو بجماعة أرفالة، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة أزيلال من أجل المطالبة بتنزيل عدد من المطالب التنموية. وحمل المحتجون، الذين قطعوا عشرات الأميال من أجل الوصول إلى مقر العمالة، صور الملك، ورفعوا شعارات تكشف عن الغاية من احتجاجهم، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل فورا للنظر في عدد من الإشكالات التنموية العالقة. ويشتكي المحتجون مما اعتبروه "تدخلا لا شرعيا" لأحد أعوان السلطة في أمور تخص سكان الدوار، وأكدوا أن بعض الساهرين على تدبير الشأن العام قطعوا على المستوصف الوحيد بالدوار الماء والكهرباء، وأهملوا مطالب السكان إلى درجة أن الكثيرين منهم لم يعودوا يجدون قطرة ماء للشرب. كما كشفوا عن عدد من تجليات الهشاشة بالدوار. وأعلن المحتجون تشبثهم بالجمعية الساهرة على تدبير الماء الشروب، وطالبوا السلطات وأعوانها بعدم التدخل في شؤونها. كما دعوا إلى توفير النقل المدرسي، وتقوية الإنارة العمومية، وإصلاح السوق الأسبوعي، وترميم قنطرة تاريخية، وتأهيل السياحة بالمنطقة. وشددوا على أهمية التعامل مع مطالب السكان على قدم المساواة، وبدون خلفية سياسية. وقال السطلاوي صالح، وهو من دوار أولاد بوهكو – العثامنة، "أنا شخصيا اشتغلت مع الدولة حوالي 30 سنة، ولمّا أحلت على التقاعد رجعتُ إلى "البلاد"، فوجدتها كما هي". وأضاف أن المنطقة لم تستفد من أي شيء، مشيرا إلى أن بعض المقاطع الطرقية التي قد تفك العزلة عن الدوار لا يرغبون في إصلاحها. محمد رزقاوي، عضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، ورئيس فرع العطاوية، الذي حضر لمؤازرة المحتجين، دعا السلطات إلى دراسة مطالب سكان أولاد بوهكو بجدية، والعمل على الحد من معاناتهم، تنزيلا للتعليمات الملكية الأخيرة. وأكد رزقاوي على ضرورة إيلاء المزيد من الأهمية للحقوق الأساسية للمواطنين بجماعة أرفالة، خاصة على مستوى الماء والكهرباء والصحة والتعليم والطرق. كما دعا السلطات إلى احترام دليل النائب، والقطع مع لوبيات الفساد، التي تود استغلال أراضي الجموع كما يحدث بدوار أولاد بوهكو – العثامنة، حسب شكاية حصل عليها كما يقول. وفي اتصال هاتفي بهسبريس، أوضح أبوكار مصطفى، رئيس جماعة أرفالة، أن مسيرة سكان أولاد بوهكو تحكمها خلفيات سياسية، وأن الغاية من الاحتجاج هي تغطية بعض الخروقات التي تعرفها جمعية الماء الشروب، ومحاولة الهروب من تبعات بعض المتابعات التي كشفها مواطنون أحسوا بالظلم و"الحكرة". وبخصوص حظ الدوار من التنمية المحلية، قال المسؤول ذاته إن الدوار، على الرغم من الإكراهات المادية التي تعرفها الجماعة، استفاد من إصلاح طريق تربط بين أولاد بوهكو وتسكدان على طول أربعة كيلومترات، ومن مشروع تقوية شبكة الماء الشروب، الذي بلغت تكلفته 600 ألف درهم، ومن النقل المدرسي كذلك. أما بخصوص قطاع الصحة، فأشار أبوكار إلى أن "مستوصف أولاد بوهكو لا يختلف في شيء عن باقي مستوصفات الجماعة، التي تبقى وضعيتها شاذة وتحتاج إلى المزيد من الجهود، على خلاف قطاع التعليم الذي تعزز بحافلات للنقل المدرسي ساهمت في الحد من الهدر المدرسي، بعدما أصبح معظم تلامذة الجبل يستفيدون من سكن ومطعم داخلية الإعدادية التأهيلية لأرفالة، كما يستفيد زملاؤهم من النقل المدرسي".