نغّصت حوادث السير فرحة عيد الأضحى، الذي تحوّل لدى بعض الأسر إلى يوم أسود، بسبب تنامي الحوادث الطرقية في مختلف مدن المغرب، بحيث تسبب الاكتظاظ الشديد الذي عرفته الطرق السيارة والطرق الوطنية، خلال الأيام الأخيرة قبل حلول العيد وبعده، في التنامي المطرد للحوادث التي خلفت عشرات القتلى والمصابين والجرحى. وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الظاهرة، التي تتكرر كل سنة، بكثير من الحسرة والألم، محمّلين الوزارة الوصية على القطاع مسؤولية إراقة الدماء خلال هذه المناسبة الاجتماعية، التي صارت أفراحها عبارة عن مآثم، مستغربين "عدم نجاعة مختلف القوانين التي سنّها المغرب". ودخلت الأحزاب السياسية بدورها على خط هذه الفواجع الإنسانية؛ فقد دعا محمد أبودرار، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، رئيس لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بالغرفة الأولى إلى ضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة، طبقا للنظام الداخلي للمجلس، بحضور عبد القادرة اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، إلى جانب محمد نجيب بوليف، كاتب الدولة المكلف بالنقل. المراسلة التي وجهها حزب "الجرار"، أمس الخميس، طالبت بعقد اجتماع يسعى إلى تدارس موضوع "تنامي حوادث السير المميتة ببلادنا في الآونة الأخيرة، وما خلفته من قتلى وجرحى ومصابين، وكذا الاطلاع على التدابير والإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لمعالجة هذه الظاهرة الأخيرة". وتداولت وسائط التواصل الاجتماعي بعض حوادث السير المميتة، طوال الفترة الأخيرة، مستغربين عدم تنقل الوزراء المعنيين إلى مكان وقوع الحادث، أو على الأقل حضور أحد المسؤولين المحليين داخل وزارة الوصية على القطاع؛ من بينها فاجعة تاونات، التي أودت بحياة خمسة أشخاص وخلفت 37 جريحا. كما وقعت حوادث أخرى في كل من تنجداد والسمارة وبرشيد وغيرها من المدن. وتواصل حرب الطرق حصد أرواح المغاربة، حيث سجلت المصالح المختصة مصرع 16 شخصا، وإصابة 2096 شخصا بجروح، إصابات 87 منهم بليغة، في 1606 من حوادث السير داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 5 إلى 11 غشت الجاري. بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، توصلت به هسبريس، عزا الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، حسب ترتيبها، إلى عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم ترك مسافة الأمان، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، وعدم التحكم، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والسير في يسار الطريق، والسير في الاتجاه الممنوع، والتجاوز المعيب، والسياقة في حالة سكر.