كشف تسجيل صوتي سرّبه الناشط الصحراوي المدون مولاي آبا بوزيد، من داخل سجن "الذهيبية" الشهير بتندوف، عن كيفية انتقام جبهة "البوليساريو" من معارضيها بدون توفر أدنى شروط المحاكمة العادلة. وأعلن المدون مولاي آبا بوزيد، في تسجيل صوتي حصلت هسبريس عليه، أنه مستمر في إضرابه عن الطعام تحت شعار "الإفراج أو الموت"، داعياً الرأي العام الدولي والمنظمات الأممية إلى متابعة ملفه بعد الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها. وأوضح مولاي آبا بوزيد، في تصريحه، أن "قاضي التحقيق لم يجد أي أدلة على إدانته، وأن الأدلة التي تقدمت بها كانت أقوى من التهم الملفقة"، مشيرا إلى أن استمرار سجنه بدون تقديمه إلى المحاكمة يهدف إلى "ربح الوقت إلى حين العطلة القضائية التي تنطلق مع بداية شهر غشت الجاري وتستمر لشهرين متتاليين". وندد الناشط الصحراوي باعتقاله لمدة ثلاثة أشهر بدون وجود أي أدلة على إدانته، مؤكداً أن إيقافه يأتي من "أجل التضييق على حريته الشخصية". وكانت جمعيات صحراوية دقت ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضعية الصحية لثلاثة معتقلين مضربين عن الطعام حتى الموت داخل سجن "الذهيبية" الشهير بتندوف، بعد مرور حوالي 50 يوماً على اختطافهم بسبب فضحهم لسياسة زعيم "البوليساريو"، إبراهيم غالي. وحمّلت "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير" زعيم الجبهة الانفصالية مسؤولية سلامة المعتقلين المضربين عن الطعام، مشيرة إلى أن "المعتقلين الثلاثة وصلوا مرحلة مفصلية وحرجة بإعلانهم العزوف عن شرب الماء". وقبل يومين، نقل محمود زيدان ومولاي آبا بوزيد، وهما اثنان من المعتقلين الثلاثة، إلى مستشفى بتندوف، مشتكين من ظروف الاعتقال الذي طالهم على أيدي جبهة البوليساريو. وحسب مصادر من تندوف، فقد نُقل المعنيان صوب مستشفى الجراحات بعد أن تدهورت حالتهما الصحية كثيرا جراء الإضراب عن الطعام، وسرعان ما عادا إلى سجن "الذهيبية"، رافضين تلقي أي علاج من لدن الأطباء، ومطالبين بتوفير ظروف المحاكمة العادلة والاطلاع على التهم الموجهة إليهم. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أدانت اعتقال جبهة "البوليساريو" الانفصالية لثلاثة من معارضيها، وقالت إن "البوليساريو ملزمة بتقديم أدله موثوقة تظهر أن الناشطين مولاي آبا بوزيد والفاضل محمد ابريكة والصحافي محمود زيدان قد يكونون ارتكبوا أعمالا إجرامية حقيقية، وليس مجرد انتقاد سلمي".