صنع المدرب الفرنسي هيرفيه رونار لنفسه اسما يحسب له حساب مع منتخبات كرة القدم الإفريقية، في مسيرة طوى صفحتها قبل أيام برحيل عن المغرب، ليعلن الاثنين بدء "مغامرة جديدة" مع المنتخب السعودي. بشكل متوقع غذته التقارير الصحافية في الآونة الأخيرة، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم تعيين رونار (50 عاما) على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الأخضر، في أول تجربة للفرنسي مع منتخب وطني خارج القارة السمراء التي أكسبته شهرته ونهل فيها من معرفة "معلمه" المخضرم ومواطنه كلود لوروا، أحد ألمع المدربين الفرنسيين الذين عرفتهم القارة. ونشر الاتحاد السعودي، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، شريطا مصورا بدأ بلقطات من باريس وصولا إلى صحاري المملكة، وفيه تعليق "من قلب فرنسا إلى جبال طويق"، متضمنا تصريحا لرئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل يقول فيه "نحن حريصون على التعاقد مع اسم كبير يضيف للكرة السعودية، وأيضا تكون له سيرة ذاتية قوية". وتضمن الشرط ومدته 41 ثانية، عرض لأبرز محطات مسيرة المدرب الذي عرف بقميصه الأبيض، قبل أن يختتم بلقطات له وهو يحمل حقيبة سفر، مع تعليق جاء فيه: "والآن في طريقه لتدريب الصقور الخضر". وكان رونار قد نشر بدوره، عبر حساباته على مواقع التواصل، العلم السعودي، مرفقا بتعليق مقتضب جاء فيه: "أنا سعيد ببدء مغامرة جديدة في المملكة العربية السعودية، في قارة جديدة". ورونار هو المدرب الوحيد حتى الآن الذي تمكن من الفوز بلقب أمم إفريقيا مع منتخبين مختلفين (زامبيا 2012 وكوت ديفوار 2015). ويخلف رونار في الإدارة الفنية للمنتخب السعودي الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، الذي أمضى عاما ونصف عام في منصبه، ولم يتم تجديد عقده بعد نهاية المشاركة في كأس آسيا 2019 مطلع العام الحالي في الإمارات، حيث خرج المنتخب من ثمن النهائي أمام اليابان (صفر-1). وتولى السعودي يوسف عنبر مهام تدريب المنتخب في الفترة الماضية. وسيكون الاختبار الأول لأول مدرب فرنسي يشرف على المنتخب الأخضر، التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وكأس آسيا 2023 في الصين، بدءا من شتنبر المقبل. ولم يعلن الاتحاد السعودي تفاصيل عقد رونار أو مدته، أو موعد تقديمه. نجاح دون ألقاب ويأتي تعيين رونار على رأس الإدارة الفنية للمنتخب السعودي بعد أيام من إعلانه في 21 يوليوز رحيله عن المنتخب المغربي، الذي أشرف عليه منذ مطلع العام 2016، في تجربة وصفها بفصل "طويل وجميل". وأتت تلك الخطوة في أعقاب خروج أسود الأطلس من الدور ثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر، بالخسارة المفاجئة أمام بنين بركلات الترجيح، مؤكدا أن قراره كان متخذا قبل انطلاق البطولة. وأقصي المنتخب المغربي بشكل مفاجئ من البطولة التي كان من أبرز المرشحين لنيل لقبها، لا سيما بعد إنهائه دور المجموعات بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة في صدارة المجموعة الرابعة؛ لكن أسود الأطلس خسروا في الدور ثمن النهائي أمام منتخب بنين المتواضع بركلات الترجيح 4-1، بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. ورأى رونار "جميعنا كنا نأمل في تحقيق نتائج أفضل في أمم إفريقيا 2019 في مصر، لكن هذه حال كرة القدم، فهي تولد آمالا كبيرة (...) وتعيدنا بشكل قاس إلى واقع إقصاء جد مبكر بركلات الترجيح". وقاد رونار المغرب إلى بلوغ نهائيات أمم إفريقيا مرتين (2017 حين خرج من الدور ربع النهائي على يد مصر، و2019 حين خرج من ثمن النهائي من البطولة التي كانت تقام للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبا)، كما أعاده إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى بعد غياب 20 عاما، من خلال المشاركة في مونديال روسيا 2018. وكان عقده مع الاتحاد المغربي يمتد حتى عام 2022. وشكل مصير رونار على رأس المنتخب موضع تداول منذ بداية كأس الأمم. ولدى سؤاله عن الموضوع في مؤتمر صحافي خلال الدور الأول، قال: "أنا مع المغرب منذ ثلاثة أعوام ونصف العام. اختبرت أمورا جميلة، جدا وآمل في ألا يكون ذلك قد انتهى". وتولى رونار تدريب منتخبات زامبيا (على فترتين) وأنغولا وكوت ديفوار والمغرب، وأندية عدة أبرزها ليل الفرنسي واتحاد العاصمة الجزائري.